شريط أخبار موقع حزب العمل الإسلامى

Wednesday, March 30, 2011

مجدى حسين: حماية الثورة وحراستها هى مهمتى الأولى

مجدى حسين فى مؤتمر صحفى لإعلان ترشحه للرئاسة: حماية الثورة وحراستها هى مهمتى الأولى

كتب: أبو المعالى فائق

قال مجدى حسين الأمين العام لحزب العمل ورئيس تحرير جريدة الشعب فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى مقر الحزب أن ترشيحه للرئاسة الذى جاء بقرار من اللجنة العليا كان مفاجئا للمراقبين السياسيين وسبب ذلك هو وجودى فى السجن منذ عامين، وأضاف حسين أن بعض المرشحين أو المحتمل ترشحهم للرئاسة لم يفكر أحد فى التضامن مع مسجون سياسى كل تهمته أنه كان يعارض رأس النظام السابق هذا غير النشر فى الصحافة كان "شحيح" جدا وبعض الصحف التى كانت تتناول الموضوع كانت تتناوله بطريقة سطحية كما لو أن مجدى حسين لا يتضامن معه أحد إلا زوجته، وقد قدم التحية مجدى حسين لزوجته قائلا إنى أفخر بذلك حتى لو أن الأمة كلها تخلت عنه ولم يتضامن معى إلا السيدة المناضلة والمكافحة الدكتورة نجلاء القليوبى على الرغم من عشرات الوقفات الاحتجاجية التى كانت تتضامن معى وكان الإعلام يتجاهلها متعمدا، وهذا التصرف لم يسئ إلى شخصى بل أساء إلى الإعلام ذاته بسبب الحصار الإعلامى الذى فرض على فلم يكن مطروحا أن أرشح نفسى وأنا فى السجن بإلاضافة إلى أننى لم يكن لدى أى إمكانية أننى سأخرج من السجن فى ظل نظام الرئيس المخلوع ولم يكن مثل هذا الأمر مطروحا قبل الثورة لا سيما وأن النظام السابق كان يبحث عن قضايا وهمية لمنعى من الخروج من السجن

وقد ذكر حسين أنه لو لم يتم خروجه فى الثانى من فبراير كان لديه الكثير الذى سيكتبه عن الرئيس المخلوع فى سلسلة مقالات بعنوان " عزل مبارك فريضة دينية"...لكن الثورة جاءت لتضع نهاية للطاغية،وحينما خرجت من السجن كان اهتمامى بالثورة وتوجهت مباشرة إلى ميدان التحرير بملابس السجن لأبعث برسالة إلى أن السجن لم ولن يغير فكرتنا وأنى على استعداد للعودة إليه مرة أخرى،وأن ترشحنا للرئاسة يأتى بعد أن رأى حزب العمل أن لديه انتقادات جوهرية على المرشحين المطروحين فى الشارع السياسى وأن هذه الانتقادات ليست هامشية ولو كانت هامشية ما فكرنا فى الترشيح للرئاسة موضحا أن ترشحه للرئاسة ليس من أجل المناصب بل من أجل خدمة الوطن فنحن خدام لهذا الوطن،ولو كان لدى أحد المرشحين الحد الأدنى لأن يكون صالحا للترشح لرئاسة الجمهورية لما ترشحنا وسيكون ترشحنا بمثابة مؤامرة،وطالب مجدى حسين الإعلامين بعدم أخذ رأيه فى المرشحين مؤكدا على احترام كل من يتقدم للترشيح شرط أن لا يكون له صلة بالنظام السابق،واستبعد الأمين العام لحزب العمل "مجدى أحمد حسين" عودة فرعون أو ديكتاتور آخر لحكم مصر بعد ثورة 25 يناير العظيمة موضحا أن الحديث عن عودة فرعون أو ديكتاتور يثير الإحباط لدى الشعب،ونفى مجدى حسين أن تكون هناك ثورة مضادة بالمعنى الحقيقى للكلمة..لكنه قال إن هناك عناصر مناوئة للثورة إلا أن الشعب هو الضمانة الحقيقية لحماية الثورة،وإذا كان رئيس الدولة يعبر عن طموحات الثورة سيكون إضافة مهمة،وقد حاولت إقناع المستشار "البشرى" بتكليف من كفاية ومن بعض القوى الوطنية بأن يكون البشرى مرشحا للرئاسة عن القوى الوطنية إلا أنه رفض بشدة وطلب عدم الحديث معه فى هذا الأمر،وأكد مجدى حسين أن مهمته الأولى والهدف من ترشيحه للرئاسة هو حماية الثورة وحراستها،وأن تقدم مصر ليس فى حاجة إلى عشرات السنين بل فى سنوات قليلة يمكن القفز بمصر إلى مستويات مرتفعة فى التنمية الاقتصادية ضاربا المثل بتركيا والبرازيل ونهضتهما الاقتصادية موضحا أن العلماء والمختصين حضروا إلينا عقب سقوط مبارك لعرض إمكانياتهم من أجل تنمية الموارد وتقدم الدولة اقتصاديا وعمل مؤتمرات علمية للتقدم النووى والتكنولوجى والحاسب الآلى وعمل لجان علمية تحت مظلة حزب العمل مؤكدا على أهمية دور العلماء فى مصر مطالبا بحمايتهم من الملاحقات الدولية باستهدافهم وقد تم استهداف البعض منهم فى ظل النظام السابق وستكون مهمتى هو عودة هؤلاء العلماء المصريين من أجل الإبداع فى مصر،ودعا الله مجدى حسين أن ينجيه من فتنة السلطة إذا قدر الله له النجاح وترأس الدولة معتبرا أن فتنة السلطة أخطر من فتنة المال والنساء ،وقد أجاب مجدى حسين على أسئلة الصحفيين التى من ببينها سؤال حول القوى الوطنية حيث قال "حسين": "نحن نعمل مع كل القوى الوطنية وندعوهم للعمل معنا وسيكتشف الشعب إذا كنت أعمل من أجل المصالح العامة أم من أجل مكاسب شخصية أو حزبية ووقتها الشعب هو الذى سيقرر،ولا يشغلنا أن يكون لحزب العمل وزراء فى أى حكومة..لكن الذى يشغلنا هو تحقيق المصالح العليا للوطن،وحتى هذه اللحظة لا يوجد أى اتفاق مع أى قوى وطنية أو إسلامية،وأيضا لم أتصل بأحد من التيارات الإسلامية،وسيكون اعتمادنا على قوة دفع حملتنا الانتخابية لجذب كل التيارات الوطنية والإسلامية وكذلك جذب التيارات المسيحية التى سنثبت لهم أننا أقرب الناس إليهم وسنقضى على الفتنة التى بدأت تطل برأسها وهذا الامر هو الذى سيأخذ منى وقتلا أطول نظرا لأهميته فى استقرار الوطن" وفى إجابته عن سؤال من مراسل برنامج العاشرة مساءا حول البرنامج الانتخابى وتحركاته فى الشارع المصرى عقب الإعلان عن ترشحه للرئاسة قال مجدى حسين: "قمت بجولة فى 8 محافظات مصرية بعد سقوط مبارك لعمل مؤتمرات حزبية وغير حزبية بالإضافة إلى بعض القرى المصرية ،وفيما يخص البرنامج الانتخابى قال : سيصاغ برنامج يعبر عن مطالب الثورة بالاستعانة ببرنامج 2005 ثم بمقترحات أعضاء الحزب مرحبين بأى مقترح من خارج الحزب يهدف إلى تحقيق مطالب الثورة،وسيتم هذا التطوير للبرنامج خلال شهر كحد أقصى ،وقد طرح عليه أحد الإعلاميين سؤالا حول اتفاقية كامب ديفيد فى حال وصوله للرئاسة قال "حسين": سنحول الاتفاقية إلى هدنة والأهمية الآن لمصر هو البناء ثم البناء ثم البناء.
هذا وقد حضر المؤتمر الدكتور مجدى قرقر الأمين العام المساعد والدكتور أحمد الخولى والأستاذ عبدالحميد بركات الامين العام المفوض والأستاذ حسن كريم المحامى وأمين تنظيم الحزب وبعض قيادات المحافظات.


undefined
حشد إعلامى لتغطية المؤتمر الخاص بترشيح مجدى أحمد حسين للرئاسة


Tuesday, March 29, 2011

لماذا حزب العمل؟ (6) الوضع الدولى


بما إننا تناولنا علاقة مصر بالعروبة والإسلام مع الإشارة بشكل خاص للعلاقة مع السودان, نستكمل الرؤية المحيطة بمصر فى العالم، حتى نعود ونتفرغ لرؤيتنا للإصلاح فى الداخل.

الوضع الدولى فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وضع موات لكل أمة تريد أن تنهض وبصورة مستقلة. فعندما يختل الوضع الدولى ويكون فى حالة انتقال من وضع إلى وضع آخر فإن هذا يضعف قبضة القوى المهيمنة, وتتاح الفرصة للأمم المستعبدة أن تنهض وتستقل بقرارها ومصيرها.
فبعد سقوط الاتحاد السوفيتى والمعسكر التابع له فى بداية التسعينيات من القرن الماضى تصور البعض أن هذا هو عصر الهيمنة الأمريكية المطلقة على العالم، وقد رفضنا ذلك فى حينه, وقلنا إن القوة الأمريكية الشاملة فى حالة تراجع, وإن العالم يتجه إلى حالة من التعددية الجديدة.
والآن أصبحت الصورة واضحة، فكل التقارير الإستراتيجية تؤكد استمرار تراجع الولايات المتحدة، وصعود الصين إلى المرتبة الاقتصادية الأولى عام 2020, بل لقد تغلبت على أمريكا الآن فى العديد من المؤشرات الاقتصادية، كتحقيق فائض فى الميزان التجارى، وتحول الصين إلى أكبر دائن لأمريكا, وتحول الصين إلى الدولة الأولى الجاذبة للاستثمار. كذلك وفقا للمؤشرات التجارية فإن الاتحاد الأوروبى سبق الولايات المتحدة النهوض الآسيوى فى جنوب شرقى آسيا - تحول الهند إلى دول عظمى - ظهور كتلة أمريكا اللاتينية - ظهور نواة كتلة إسلامية سياسية واقتصادية (إيران - تركيا - سوريا - ماليزيا - السودان), استمرار سعى روسيا لاستعادة نفوذها وتأثيرها, ولكن ضمن خط متعرج وغير مستقر بين التوجه الأوروبى والتوجه الآسيوى, كل هذه مظاهر للتعددية الدولية الجديدة, وتؤكد كل الدراسات العلمية والمستقبلية أن القرن الواحد والعشرين هو قرن آسيوى, وأن أمريكا انتهى قرنها فى القرن العشرين، وتعيش الآن فى البواقى الأخيرة. وقد رفض كثيرون الاعتراف بهذا التحول نحو عالم أكثر تعددية, بسبب القوة العسكرية الأمريكية الطاغية التى لم تعد تنافسها قوة عسكرية مكافئة, والواقع أن روسيا لديها قوة عسكرية مكافئة, لكنها لا تزال تواصل تجنب الأزمات مع الولايات المتحدة, ويحكمها منطق المساومات أكثر من المواجهة, والواقع فإن الولايات المتحدة بدأت تقدم تنازلات لروسيا (فى عهد أوباما - ميديفيديف) لاحتوائها قدر الإمكان: كتسكين أزمة جورجيا, وتأجيل الدرع الصاروخى, مع تقديم بعض الجوائز الاقتصادية, والتوقف عن تقويض دائرة النفوذ الروسى غربا وجنوبا.
كذلك فإن الصين من الناحية العسكرية تتقدم بشدة, وهى تملك أكبر جيش فى العالم، ولديها من ترسانة الصواريخ النووية ما يكفى لتدمير أجزاء واسعة من الولايات المتحدة. وتواصل الصين بناء ترسانتها العسكرية على مختلف المحاور, خاصة البحرية, مع نشر مزيد من القواعد فى آسيا. ولكن الصين تصارع الولايات المتحدة بطريقتها الخاصة الناعمة، فى المجال الاقتصادى, وتقتلع المكانة الاقتصادية الأمريكية يوما بعد يوم، وهى لم تكتف بغزو السوق الأمريكى, ولكنها غزت أسواق أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا وآسيا, وتحولت إلى مارد اقتصادى بكل معنى الكلمة، ثم تحولت إلى تصدير الاستثمارات, ثم تحولت إلى أكبر مستورد للنفط ومختلف المواد الأولية. والصين وإن ظلت تواصل تطوير بنيتها العسكرية، فإنها تتجنب الدخول فى أى استفزازات مع الولايات المتحدة فى أى مكان من العالم، إلا فى منطقة شرق آسيا، وقد حدثت أزمات متعددة ذات طابع عسكرى فى منطقة بحر الصين، ورسالة الصين للولايات المتحدة: إن هذه منطقتى وعليك مراعاة ذلك.
بالإضافة لذلك حدثت طفرة فى وضع الهند، وأصبحت فى مصاف الدول العظمى اقتصاديا (الدولة الرابعة) وعسكريا بامتلاك الترسانة النووية والصواريخ بعيدة المدى. وبين الهند والصين تكونت مجموعة نمور جنوب شرقى آسيا (الآسيان), وقد أصبحت قوة اقتصادية لا يستهان بها، حتى لقد أصبحت التجارة عبر المحيط الهادى (بين آسيا والأمريكتين) أكبر من التجارة عبر الأطلنطى (بين الأمريكتين وأوروبا) وفى أمريكا اللاتينية تحولت معظم القارة إلى موقف استقلالى عن الهيمنة الأمريكية، وبدأت تنشىء سوقها المشترك الخاص (الميركسور)، بالإضافة لظهور الإرادة السياسية المستقلة فى فنزويلا والبرازيل وبوليفيا وغيرها.
وفى أقصى جنوب القارة الأفريقية تقوم جنوب أفريقيا بتشكيل رأس لمجموعة اقتصادية أفريقية.
وقد لا يشعر كثيرون بكل هذه التطورات, لأن معظمها فى المجال الاقتصادى، وأن القوة العسكرية الروسية أو الهندية أو الصينية ليست فى حالة مواجهة مع الولايات المتحدة, بل كل من القوى الأربع تحاول أن تتجنب ذلك، باستثناء التماس العسكرى الذى حدث فى أزمة جورجيا، والتوترات المتقطعة بين الصين وأمريكا فى بحر الصين. ولكن لا يمكن لأى قوة عظمى أن تواصل هيمنتها على العالم فى ظل تراجعها الاقتصادى المتوالى. بل هذا ما حدث بالفعل, فالولايات المتحدة تراعى المراكز الاقتصادية المتصاعدة لكل هذه القوى الآسيوية واللاتينية, ولا تستطيع أن تملى أو تفرض عليها ما كان بإمكانها أن تفعله من قبل. كما أن تعاملها مع الهند يتم بصورة ندية متكافئة، بعد أن فرضت الهند نفسها على الساحة الدولية.
أما النمور الآسيوية التى نشأت أساسا فى إطار التبعية السياسية، فإن قوتها الاقتصادية المتصاعدة تمكنها من ممارسة إرادة مستقلة فى العلاقات الدولية.
أما اليابان فهى بعد أن تحولت إلى عملاق اقتصادى تحتل المركز الثانى فى العالم، تتجه إلى التراجع، بسبب إصرارها على الاستمرار فى لعب دور القزم السياسى التابع للولايات المتحدة. وتحول الاتحاد الأوروبى إلى عملاق اقتصادى يتعامل مع الولايات المتحدة بصورة ندية, خاصة فى الأمور الاقتصادية والتجارية, وبالمعنى الحرفى فإن الولايات المتحدة لا تمارس سطوتها الامبريالية التقليدية، إلا فى الوطن العربى وأجزاء واسعة من أفريقيا، وبعض البلاد المتناثرة هنا وهناك. وقد أكدت خبرة السنوات القليلة الماضية أن القوة العسكرية الأمريكية لا يمكن أن تغطى على التراجع العام للقوة الأمريكية فى شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية, فكانت الهزائم والتجارب العسكرية الفاشلة فى العراق وأفغانستان, وتجارب الفشل للحليف الأصغر (إسرائيل) فى لبنان وغزة, أكبر دليل عملى على أن تراجع القوة الأمريكية أصبح مسألة واقع لا مراء فيه. (راجع التفاصيل فى كتاب أمريكا طاغوت العصر - الطبعة الثالثة).
إذن لقد قام العرب والمسلمون من خلال مقاومة الاحتلال الأمريكى - الصهيونى بعمل تاريخى, فقد هزموا القوة العسكرية العظمى لهذا التحالف, دون الاستناد إلى قوة عظمى أخرى كما كان يحدث خلال فترة الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى. وأهينت القوة العسكرية الأمريكية وفقدت هيبتها وتبعتها العسكرية الإسرائيلية فى هذا الطريق.
قد تبين خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة (2008-2010) والتى لم تنته فصولها بعد, أنها فى الجوهر أزمة أمريكية ثم أزمة أمريكية - أوروبية, أما باقى المراكز الاقتصادية فى العالم فقد امتصتها سريعا وواصلت معدلات النمو المعتادة لها، فما تعرضت له آسيا وأمريكا اللاتينية كان مجرد انعكاس للأزمة الأمريكية عليها, وقبل هذه الأزمة وبعدها فإن ما يسمى الدول الناهضة هى التى تعطى معدل نمو ايجابى لاقتصاد العالم وعلى رأسها: الصين والهند, وتضاف إليهما روسيا والبرازيل وتركيا ودول جنوب شرقى آسيا, حيث تختلف القائمة من عام لآخر، ولكن تصدر الصين والهند لأعلى معدلات نمو فى العالم هو الأمر الثابت فى العقد الأخير.
هذا الانكسار الاقتصادى الذى أصبح واضحا فى الأزمة الاقتصادية الأخيرة، الذى يترافق مع الانكسار العسكرى أمام مقاومة العرب والمسلمين, أصاب المكانة القيادية للولايات المتحدة فى مقتل، وأدخل العلاقات الدولية إلى مزيد من حالة السيولة. فاقتصاديا الأرض تنسحب من تحت أقدام (الولايات المتحدة)، وعسكريا أمريكا لديها قوة لا تعرف كيفية استخدامها للحفاظ على مصالحها، بل أصبحت تعانى من الإنفاق على هذه الآلة العسكرية.
وفى نفس الوقت لا يوجد زعيم بديل يطرح نفسه برؤية سياسية اقتصادية ثقافية حضارية شاملة, ولكن كل من الصين والهند وروسيا يبحث عن مصالحه القومية والاقتصادية, ولا يهتم حتى الآن إلا بمجرد كسب الأرض فى هذا الميدان.
والسيولة تأتى من هنا, فقائد العالم السابق أو المتجه للإحالة للمعاش, لم يعد مسيطرا على مجريات الأمور فى الكرة الأرضية, ولكنه يبدو كقائد فعلى بحكم عدم تقدم بديل ليحل محله لعدم توفر هذه الرغبة بناءا على حسابات المصلحة الإستراتيجية, فعلى الصين والهند وروسيا القيام بمهام عديدة فى محيطها الإقليمى قبل إثارة المشكلات فى أماكن بعيدة, وترى الصين أنها تجتث جذور أمريكا الاقتصادية فى كل مكان بما فى ذلك السوق الأمريكى نفسه، والحكمة الصينية تقول أن هذا يكفى جدا فى هذه المرحلة, أما خريطة القوة الحقيقية للولايات المتحدة، فهى تحالفها مع الاتحاد الأوروبى الذى تقدم له الحماية النووية والعسكرية والهيمنة على الوطن العربى وما فيه من منابع البترول وأجزاء واسعة من أفريقيا. على أساس وراثة النفوذ الإنجليزى - الفرنسى. وكلما أدركت أمريكا تراجع قوتها العالمية كلما ازداد تركيزها على ما يسمى (منطقة الشرق الأوسط) أى قلب المنطقة العربية الإسلامية لموقعها الاستراتيجى المتميز فى منتصف العالم، ولما بها من خزان نفطى، بالإضافة للتحالف مع الكيان الصهيونى. ولم يكن من قبيل الصدفة أن الجيش الأمريكى لم يقم بأى أنشطة تذكر فى أى مكان آخر من العالم، وأن 99% من نشاطه العسكرى الفعال (أى غير الروتينى) هو فى هذه المنطقة, والولايات للمتحدة لم تحكم قبضتها على المنطقة بهذه الجيوش التى رأينا ماذا فعلت بها المقاومة؟ ولكن أحكمت قبضتها بالنظام الرسمى العربى، حيث أقامت الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وعلى مراحل علاقات مؤسسية مع معظم الأنظمة العربية, بحيث أصبحت التبعية للولايات المتحدة هى الدستور الحقيقى للبلاد. وهذه الطبقات والشرائح الرخوة فى الحكم مستسلمة تماما للنفوذ الأمريكى، ولا تملك حتى أدنى رغبة أو استعداد لممارسة روح المغامرة، ومعظم هذه البلدان خاصة فى الخليج هم فى حكم البلاد المحتلة بصورة صريحة. ومن هنا ستظل مهمة العرب والمسلمين التاريخية مواصلة جهادهم لتحرير البشرية من النير الأمريكى، ليس فى مجال المقاومة فحسب حيث تم وضع حدود واقعية للعسكرية الأمريكية, ولكن أيضا فى إعادة بناء النظام الدولى الجديد.
وقد أشرنا مرارا فى أدبياتنا إلى أهمية التحالف العربى - الإيرانى, باعتباره نواة التحالف العربى الإسلامى, على أساس أن إيران أول دولة إسلامية تحطم أطر التبعية للغرب عبر ثورتها التاريخية. وكان التحالف الإيرانى - السورى - اللبنانى - الفلسطينى بالإضافة للمقاومة العراقية والأفغانية والباكستانية هو نواة القطب العربى - الإسلامى, ليس فى المنطقة فحسب, بل فى العالم بأسره. ثم أخيرا جاء الموقف التركى ليقلب الموازين أكثر لصالح الأمة، وإن كان ذلك من خلال الموقف السياسى والاقتصادى، وإن استدارة تركيا العدالة والتنمية نحو أمتها الإسلامية (خاصة الأمة العربية بحكم الجوار) غير خريطة المنطقة بأسرها. وأصبح القطب العربى - الإسلامى أكثر وضوحا وتبلورا واتساعا، بل وأصبح له دور ملموس على المستوى العالمى (اتفاق البرازيل - تركيا - إيران حول المشروع النووى الإيرانى). وقد حققت تركيا خلال 7 سنوات فحسب معدلات مذهلة فى التنمية والنمو على المستوى العالمى, وأصبح اقتصادها فى المركز الـ 17 على مستوى العالم, وحققت فى عام 2009 المعدل الثالث فى النمو على مستوى العالم بعد الصين والهند. إذن نحن لا نتحدث عن مجرد إضافة بلد, وإنما قطب كبير, ورغم البعد الجغرافى نضم لهذه الكتلة: ماليزيا والسودان, وكل هذه الأطراف بينها علاقات ثنائية مكثفة، وإن لم تأخذ بعد شكل السوق الموحد، وإن حدث ذلك بين تركيا وسوريا، ثم بينهما والأردن ولبنان. نحن إذن أمام تبلور قطب عربى - إسلامى على المستويين الإقليمى والعالمى، وهو يواجه بالأساس الهيمنة الأمريكية - الصهيونية المتخصصة فى السيادة على العرب والمسلمين.
وقد أدى هذا إلى تبلور علاقات دولية بين هذا القطب وباقى الكتل العالمية المستقلة عن الولايات المتحدة، وبالأخص كتلة أمريكا اللاتينية، والصين، والهند، ودول جنوب شرقى آسيا (مع ماليزيا بشكل خاص)، وروسيا، بدرجات متفاوتة.
ولابد من ملاحظة أن الهجوم الأمريكى الغربى المكثف على البرنامج النووى الإيرانى، يستهدف بالأساس ضرب العمود الفقرى العسكرى لهذه النواة العربية - الإسلامية، سواء أكانت إيران تستهدف إنتاج سلاح نووى أم لا، فامتلاك المعرفة النووية قوة، كذلك فقد برهنت إيران على تطور صناعتها الحربية فى شتى المجالات، بالإضافة لقدرات وثروات بلد بحجم إيران. وهى كلها عوامل تحفز على ضرب وحصار إيران حتى إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية, وقد كان هذا هو الهدف الأمريكى منذ اليوم الأول للثورة، أما الآن فإن إسقاط النظام أصبح عسيرا أكثر بكثير، ليس بسبب ما أشرنا إليه من قوته العسكرية, ولكن أيضا بسبب توسع دائرة القوى والدول الحليفة والصديقة لإيران فى المنطقة.
وقد أصبحت إيران (بعد العراق وأفغانستان) بؤرة الصراع العالمى، لأن أمريكا تسعى للحيلولة دون استقرار هذا القطب العربى - الإسلامى، وهو القطب المرشح لتقويض نفوذها فى أهم منطقة متبقية لها فى العالم (الشرق الأوسط)، لذلك فإن الصراع سيظل يتسم بالمرارة والشدة لأنه أشبه بمعركة الحياة أو الموت للحلف الصهيونى - الأمريكى. وما نشير إليه من علامات تراجع قوة هذا الحلف يرشحه للتعامل كنمر جريح وهذا خطر.
ما هو موقفنا إزاء هذا الوضع الدولى؟
المبدأ الإسلامى واضح وعادل ومبدئى (نسالم من يسالمنا ونعادى من يعادينا), ومما يزيد قوة مصر أن تتعامل مع العالم من خلال قوتها الإقليمية, وبناء على ما سبق, فإن المبدأ الأول فى سياستنا الخارجية، هو إحياء الوحدة والقوة العربية, مع الاستفادة من تجارب الفشل الماضية، بالتركيز على البنية الأساسية والاقتصادية، ذلك أن شبكة طرق برية وسكك حديدية وبحرية وجوية هو الذى سيوحد الأمة ويعزز مصالحها المشتركة، مع إلغاء ما يسمى تأشيرات الدخول، وإقامة السوق العربى المشترك هو الأساس المتين لأى حديث عن الوحدة العربية، والقوة العربية، ذلك أنها تتحول بذلك إلى أمر واقع, وحتى الحكام غير المتحمسين للوحدة لن يستطيعوا الوقوف فى طريقها، لذلك لابد من الفصل بين التقدم فى التعاون الاقتصادى وطبيعة الأنظمة، بمعنى أنه لابد من تشجيع التعاون الاقتصادى بغض النظر عن الاختلاف فى طبيعة الأنظمة، لأن الأنظمة زائلة، أما علاقات التعاون بين الشعوب فمستمرة، مع إدراك أن الوحدة الحقيقية والكاملة لن تتحقق بدون إرادة سياسية مستقلة عن الهيمنة الأمريكية.
والعلاقات مع الدول الإسلامية تأتى بذات الأهمية تقريبا وبالتوازى، مع ملاحظة أن عوامل القرب العربية ستجعل العلاقات العربية أكثر كثافة, ويكون لها الأولوية بهذا المعنى، أى أولوية عملية وليس مبدئية, فمن حيث المبدأ الاهتمام بتوثيق العلاقات مع الدول العربية والإسلامية على ذات المستوى.
ثم تأتى بعد ذلك دائرة الجنوب، أى معظم دول العالم التى من مصلحتها إقامة علاقات دولية عادلة، وإنهاء احتكار الشمال للسيادة على الكرة الأرضية، وهذه تشمل كل الدول الآسيوية والأفريقية والأمريكية اللاتينية. وتأتى فى المحل الأخير دول أمريكا الشمالية وأوروبا, وهذه تتوقف العلاقات معها من حيث القرب أو البعد، على أساس مسألة العدوان, فالدول التى تعتدى علينا أو على أى دولة عربية وإسلامية وتحتلها وتخرج أهلها من ديارهم، فلا يحق شرعا إقامة أى نوع من علاقات التعاون معها حتى توقف عدوانها. وهكذا فإن الأصل هو إقامة علاقات تعاون طبيعية مع كل دول العالم, عدا الدول المحاربة للمسلمين، والتى تشن حربا واسعة على المسلمين (وليس مجرد نزاعات حدودية).
لا يجوز شرعا بنص القرآن إقامة علاقات تعاون مع أمريكا وإسرائيل, وأى دولة أوروبية أو غير أوروبية تشاركهما فى العدوان المسلح على المسلمين، ولا يشترط أن يكون ذلك العدوان على مصر، لأن المسلمين أمة من دون الناس، واتخاذ الحدود الوطنية وحدها كمعيار للموقف من العدوان، هو إسقاط صريح للالتزام بالعقيدة الإسلامية.
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الممتحنة: 8-9).
وبالتالى فإن التقسيم الثلاثى للعالم، هو تقسيم منطقى ومشتق من القرآن الكريم, وليس من اجتهادات الفقهاء وهو: دار الإسلام - دار الحرب - دار العهد, ولا يستخدم هنا لفظ (دار الكفر) لأن العلة فى القتال هى العدوان وليس الخلاف فى العقيدة، لأن دار العهد أيضا غير مسلمين. وهذا يؤكد أن المسلمين لا يحاربون غيرهم لأنهم كفار، ولا يسعون لإدخالهم الإسلام بالقوة، بل يحاربون غيرهم عندما يعتدون عليهم، فليس لديهم من سبيل إلا رد العدوان. والنصوص فى ذلك كثيرة: (وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ).
فالدولة الأجنبية المعتدية هى التى تضع نفسها فى خانة (دار الحرب)، وإلا لأصبحت تلقائيا من دار العهد. ودار العهد ليس بالضرورة أن تكون هكذا بناء على معاهدة مكتوبة. فمثلا مصر لا تحتاج لمعاهدة مكتوبة مع الصين أو البرازيل, ليس للبعد الجغرافى فحسب, بل لأنه لا توجد أى سوابق اعتداء تاريخية منهما.
فالأصل أن الدول جميعا دار عهد إلى أن يثبت العكس، كالاعتداء على أراضى المسلمين، أو محاربة المسلمين على أراضيها (كالصرب فى تجربة البوسنة والهرسك). ومع ذلك فإن الفقه الإسلامى به سعة، إذ أجاز التعامل مع من أسماه الحربى المستأمن، أى المستثمر أو التاجر القادم من دولة محاربة شريطة الاطمئنان إلى نواياه وعدم إضراره بالمصالح الوطنية.
ولأن نظام مبارك لا يلتزم بشريعة الله, فإن الأرقام الرسمية المعلنة تشير إلى أن معظم تجارة مصر الخارجية مع أوروبا وأمريكا! فالميزان مقلوب، وليس هذا المؤشر الوحيد، بل كافة المؤشرات الأخرى: المعونات - القروض - استيراد السلاح - الاستثمار.. إلخ, والأهم من ذلك الخضوع للقرار السياسى الأمريكى فى الأمور الأساسية بالمنطقة.
إننا ندعو على المستويين الرسمى والشعبى إلى إنهاء هذه الحالة من انبهار العجزة أمام التقدم الأوروبى والأمريكى، وأن تتركز علاقاتنا الاقتصادية والثقافية وزياراتنا مع الغرب، ندعو إلى الاهتمام بالشرق والسفر شرقا, ودراسة التجارب الآسيوية الفذة والتعلم منها، وإقامة العلاقات مع جامعاتها ومؤسساتها ومثقفيها بدلا من حالة التوجه الأحادى للغرب. شريطة ألا نتحول إلى الانبهار بآسيا بدلا من الانبهار بأمريكا. فالمهم أن نكتشف طريقنا للمنافسة بين الأمم، وأن ندرك أننا أصبحنا خارج السباق الحضارى، وأن أحدا فى العالم لا يحترم الضعفاء والمتخلفين والعجزة. وأنه لا توجد قوة عالمية مستعدة لانتشال مصر (أو أى دولة عربية أو إسلامية) من كبوتها، وأن هذا هو تحدى كل أمة مع نفسها، فعلى كل أمة أن تعتمد على نفسها بالأساس, وأن تحفر طريقها فى الصخر، وعبر هذه العملية الكفاحية وحدها يمكن أن تتعلم من تجارب الآخرين الذين سبقوها.

ويتصور البعض خطأ أن اهتمام أدبيات حزب العمل بدراسة وتحليل الوضع الدولى وكأنه نوع من الدعوة للاعتماد على هذه القوى الدولية الصاعدة، والواقع أننا فى حزب العمل نؤمن بأن التنمية والنهضة الشاملة تعتمد على قوى الأمة وحدها, وأن المثل الشعبى السائر هو القانون فى ذلك المجال (ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك)، ولكن الاهتمام بالوضع الدولى ضرورى لفهم البيئة الدولية التى نتحرك فيها، وما هو موات لنا, وما هو ضدنا فيها, وما هو المتوقع فيها فى المستقبل القريب، وهذه من الأمور التى لا تعيرها اهتماما معظم الحركات الإسلامية التقليدية، ويتصورون أنهم يعيشون فى جزيرة معزولة، أو أن الجميع لا يهمنا طالما أنهم غير مسلمين! والقصور فى الفهم السياسى والاقتصادى لمجريات ما يجرى فى العالم من أهم عوامل فشل الحركات الإسلامية. فى حين يحضنا القرآن الكريم على فهم ودراسة العالم من حولنا.

مجدى أحمد حسين
*****
المقالات الكاملة لمجدى حسين:


Monday, March 28, 2011

مجدى أحمد حسين فى سطور


مجدي أحمد حسين في سطور

* ولد فى 23/7/1951 والده الزعيم الراحل أحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة

* شارك فى الحركة الطلابية المطالبة بالحرب وتحرير سيناء 1968

* رئيس اتحاد طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وخريج الكلية عام 1972

* احد قيادات الحركة الطلابية عام 1972 المطالبة بالحرب وتحرير سيناء

* جندى فى القوات المسلحة لمدة ثلاث سنوات وخلال حرب اكتوبر 1972-1975

* مذيع سابق بصوت العرب

* عضو سابق بالمكتب الاستشارى لوزير الإعلام

* شارك فى تأسيس مجلة الاقتصاد والاعمال فى بيروت

* محرر الشئون العربية بجريدة الشعب 1981

* امين شباب حزب العمل وعضو اللجنة التنفيذية للحزب

* اعتقل لمشاركته فى مظاهرة ضد الجناح الاسرائيلى بمعرض الكتاب 1985

* عضو مجلس الشعب 1987-1990

* اعتقل عام 1991 لموقفه من العدوان الامريكى على العراق

* رئيس تحرير جريدة الشعب وعضو المكتب السياسى للحزب 1993

* تعرض لكثير من التحقيقات والمحاكمات بسبب قضايا مكافحة الفساد بين عامى 1993-1998 وبسبب مشاركته فى اغاثة المنكوبين بالزلزال

* تعرض للسجن عام 1998 بسبب حملة صحفية علي انحرافات وزير الداخلية السابق

* تعرض للسجن فى عامى 1999-2000 بسبب حملة الجريدة علي يوسف والى نائب رئيس الوزراء بسبب مناهضته للتطبيع الزراعى مع العدو الصهيونى

* عضو مجلس نقابة الصحفيين 1999 ومقرر لجنة الحريات بها

* خاض معركة انتخابية شرسة من وراء أسوار السجن فى انتخابات 2000 وحقق نجاحا حقيقيا, وتم تزوير الانتخابات

* ممثل حزب العمل فى العديد من المؤتمرات الدولية والعربية والإسلامية

* له العديد من الكتابات السياسية والفكرية التى ساهمت فى ترسيخ الخط الفكرى والعقائدى للحزب

مقالات مجدي حسين


مقالات عام 2004


مقالات عام 2003

مقالات عام 2002

مقالات عام 2001


مذكرات مجدي حسين في السجن في قضية الشعب والي

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28


مؤلفات مجدى أحمد حسين:

Sunday, March 27, 2011

تطهير الإعلام هو المهمة الرئيسية للثورة الآن

التاريخ: 27/03/2011

مجدى أحمد حسين

magdyahmedhussein@gmail.com

انشغلنا أولا بإسقاط الطاغية ثم إسقاط شفيق ثم حل أمن الدولة ثم الاستفتاء، والآن سننشغل بتطهير الإعلام. ونقصد الإعلام الحكومى المسمى قومى. ولا شك أن أمواج تسونامى الخيرة للثورة المجيدة أصلحت بعضا من شأن هذا الإعلام البائس. وأخذ هذا الإصلاح شكل منافقة الثورة والانقلاب 180 درجة على الخط الإعلامى السابق، حيث اضطر القائمون على شأن الإعلام إلى تبنى الثورة وفتح العديد من الآفاق للمتحدثين باسمها كى يدلوا بدلوهم. ولكن القائمين على هذا الإعلام ما يزالون يضمرون الشر للثورة، ويدسون السم فى العسل، ومن الواضح أنهم لم يتوبوا توبة نصوحة. وقد أخذ تخريبهم للثورة أشكالا عدة:

أولا: تشجيع الإضرابات والاعتصامات الفئوية رغم أنها لم تعد الوسيلة المثلى لمعالجة الأزمات الاجتماعية فى ظل حكومة وطنية يجب إعطاؤها مهلة من الوقت لمواجهة الإرث المخيف لحكم الطاغية المخلوع، ولمعالجة الأوضاع الاجتماعية المتفجرة بصورة كلية وشاملة وليس بالقطعة.
ثانيا: نشر أخبار بصورة تثير الفزع، وتشعر الناس بأن البلد فى حالة من الفوضى أكثر من الحقيقة. قرأت مثلا فى صحيفة قومية خبرا بعنوان: مذابح فى أسيوط. وقد توقفت بالذات عند هذا الخبر لأننى كنت عائدا لتوى من أسيوط بعد حضور مؤتمر جماهيرى. بعد هذا العنوان المخيف قرأت الخبر، فإذا به يتحدث عن جريمتى قتل ذات طابع فردى، من تلك التى تحدث فى البلاد قبل الثورة ويمكن أن تحدث أثناء الثورة أو بعدها. فهل يصلح لهذا النبأ أن يأخذ هذا العنوان المخيف "مذابح فى أسيوط"!! وبالمناسبة فقد ذهبت إلى أسيوط بالقطار وتجولت فى المدينة وكان الأمن مستتبا بصورة طبيعية، بل إن مرافقى رفض التوقف بالسيارة صف ثان لمدة دقائق، وقال لى: انى أخشى مخالفة مرورية. فقلت له: والله شىء جيد أنه لديكم شرطة مرور منتظمة وتوقع المخالفات فالوضع فى القاهرة ليس كذلك مع الأسف. وعلمت فيما بعد أن أحداث الثورة كانت هادئة فى أسيوط نسبيا بالمقارنة بالقاهرة. وأن الأمن كان عنيفا فى اليوم أو الأيام الأولى ولكن بعد ما جرى فى القاهرة وكثير من مناطق بحرى، فقد غير الأمن سياسته، ولم يعد يصطدم بالمظاهرات وقد كان ذلك من مصلحة الأمن!! لأنه حافظ على تماسكه! وهذا جيد لمرحلة ما بعد انتصار الثورة. والأمن الآن لا يضايق الشعب فى تحركاته. أى أن الوضع الأمنى كان معقولا جدا فى أسيوط، ولكننى أقرأ مثل ذلك الخبر عن المذابح فى أسيوط فى صحيفة قومية! وهذا مجرد مثال لضيق المقام، فالأمثلة لا تعد ولا تحصى. ولقد قمت بجولات طويلة فى العديد من المحافظات الأخرى: حلوان، والبحيرة والإسكندرية، سيناء فى الوسط والشمال وقطعت 700 كيلومترا سائقا سيارتى بمفردى، والسويس، والغربية، والدقهلية، بالإضافة لجولاتى فى أنحاء القاهرة والجيزة ومدينة العبور. وطوال هذه الجولات التى استغرقت أياما عديدة وآلاف الكيلومترات لم أصادف فى طريقى مظهرا واحدا لاختلال الأمن، سواء أكانت الشرطة متواجدة أم لا! ولكن هذه الصورة لا تجدها منعكسة فى الإعلام القومى. (كل هذه الجولات بعد سقوط الطاغية). بينما هذا الوضع الأمنى المستقر فى ربوع مصر يعكس الحالة الحضارية الراقية للشعب المصرى الذى هو بطبيعته سلمى ومسالم، بل إن الثورة خلقت حالة من الألفة والمحبة بين أبناء الشعب فإذا هم يحلون المشاكل المرورية وغيرها بين بعضهم البعض بروح الوئام وفى غياب الشرطة أو فى حالة وجودها الضعيف. وهذا يؤكد أن استمرار بعض مظاهر الفلتان الأمنى فى العاصمة كحرق بعض مبانى وزارة الداخلية هو من عناصر متآمرة من فلول نظام الطاغية.
ثالثا: وصل الأمر بالإعلام القومى والخاص إلى حد نشر الشائعات الصريحة، وهذا يعاقب عليها القانون بلا جدال، فقالت إحدى القنوات مثلا إن جمال مبارك اجتمع مع صفوت الشريف وزكريا عزمى وفتحى سرور فى نادى العاصمة. وهو ما يعكس أن الأخ جمال يمرح فى البلاد كما يريد رغم كل الجرائم المتهم بها، وهو أمر يبعث على الإحباط فالمفترض أنه محددة إقامته على الأقل!! ولكن مصدر رسمى نفى ذلك وقال: إن نادى العاصمة مغلق للتحسينات أصلا!.
رابعا: إثارة الفتن بين صفوف الشعب من خلال التركيز على تصريحات معينة دون تصريحات أخرى، واستضافة شخصيات معينة بشكل ماكر لإثارة فزع الناس. بل تدويرها بشكل متعمد فى معظم القنوات العامة والخاصة. فالسياسة هى إحداث الفتن وليس عرض كافة الآراء بصورة متوازنة من الناحية الزمنية على الأقل. خذ على سبيل المثال، فقد قامت عشرات القنوات الفضائية الرسمية باستضافة النشطاء وغير النشطاء من مختلف الاتجاهات الشرعية وغير الشرعية (بمقاييس العهد البائد) ولكنها ظلت تتعامل مع حزب العمل وحده وكأنه الجهة المحظورة الوحيدة فى مصر. ومنذ سقوط الطاغية فقد بلغت ساعات البث الاذاعى والتلفزيونى الرسمى آلاف الساعات على مختلف المحطات والقنوات، كان نصيب حزب العمل منها نصف ساعة! وكان ذلك يوم 20 مارس، أى بعد سقوط الطاغية بأكثر من 40 يوما، أى كان نصيب حزب العمل قبل هذا التاريخ = صفرا. فهل حدث ذلك على سبيل السهو والخطأ؟! ألم يكن لحزب العمل دور ما فى هذه الثورة أو فى التمهيد لها؟! ولكنهم لا يريدون للرؤية الإسلامية الرشيدة أن تصل إلى مسامع الشعب. كما أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما يزال يمنع الأهرام من توزيع جريدة الشعب الحاصلة على 14 حكما قضائيا صدرت فى العهد البائد، وتنص هذه الأحكام على الإصدار الفورى للجريدة وبمسودة الحكم، ويقولون إن الحزب به منازعات!! تانى! أليست هذه لغة عهد مبارك العفن. هل يشكك أحد فى كل ربوع مصر أننى كنت رئيس تحرير هذه الصحيفة ساعة إغلاقها؟ وهل يشكك أحد أننى الأمين العام المنتخب من اللجنة التنفيذية للحزب بالإجماع (مع امتناع شخص واحد عن التصويت) فى اجتماع عقد فى بيت المجاهد الراحل إبراهيم شكرى وفى وجوده. وهذا ينقلنا إلى أخطر مهمة تخريبية لقيادات الإعلام الرسمى وهى إحداث الفرقة بين قسم من الشعب وبين التيار الإسلامى، بإظهار طابع التيار وكأنه لا يؤمن إلا بالعنف واستبعاد المخالفين. ولا اعتراض لدينا على أى آراء تنتقد هذا الحزب الإسلامى أو ذاك، هذه الجماعة الإسلامية أو تلك، هذه الشخصية الإسلامية أو تلك، ولكن لابد من السماح فى عهد الحرية من عرض كافة آراء التيار الإسلامى، خاصة المعبرين عن التيار العريض داخله، حتى يكون الناس على بينة، ويتفقوا ويختلفوا على أساس سليم. إن حزب العمل على سبيل المثال له رؤية متميزة بالنسبة للعلاقة مع المسيحيين من أبناء الوطن، وبالنسبة للمخالفين فكريا وسياسيا (أرجو أن أعرضها فى المقال القادم بإذن الله) فلماذا تحجبون حزب العمل عن الإعلام الرسمى؟ أليست هذه بالضبط سياسة الطاغية المخلوع إزاء هذا الحزب الذى لم يجمد حزب سواه فى عهد الظلام، وله حق ليس فى الظهور الإعلامى فحسب بل فى إعادة الاعتبار له، وتعويضه عن 11 عاما من تكميم الأفواه. وهنا يحضرنى قول الشاعر الراحل كامل الشناوى وإن قاله فى معرض الحب، وأنا أقوله فى معترك العمل الوطنى مع كامل تقديرى للحب!! يحضرنى قوله: (أنا لا أشكو ففى الشكوى انحناء .. وأنا نبض عروقى كبرياء). أنا لا أشكو باسم أخوتى وابنائى فى حزب العمل ظلم ذوى القربى، فرجال ونساء حزب العمل أكبر من ذلك وأعلى شموخا. ولكننى أكشف مؤامرة تشويه التيار الإسلامى ككل، ووضعه كله فى سلة واحدة، ومنع الراشدين من الاقتراب من الميكروفونات والشاشات. ونحن نحترم التيار الإسلامى ككل ونقدر تضحياته ولكننا نختلف بمنتهى الأخوة والمبدئية مع بعض الاجتهادات الخاطئة وبدرجات متفاوتة من جماعة لأخرى ومن شخصية لأخرى. ونحب أن يحسم أى خلاف بالنقاش الحر النزيه وبالاحترام المتبادل، ثم إذا واصلنا الخلاف أو الاختلاف فلنترك الحسم للشعب، ولكن الشعب لكى يحسم رأيه لابد أن يسمع كل الأطراف بصورة متوازنة من الناحية الزمنية. ولابد للإعلام القومى فى العهد الجديد أن يلتزم بالتوازن الزمنى بين مختلف الاتجاهات والتيارات، وبين مختلف الاتجاهات داخل التيار الواحد. كذلك فان القوى والتيارات غير الإسلامية تحصل على القسم الأعظم من البرامج الحوارية. وإذا كنت فى محل القيادة الإعلامية، وفى ظل غياب مؤشر حاسم انتخابى على وزن التيارات المختلفة، لأعطيت التيارات الأربعة مساحة زمنية متساوية فى البرامج الحوارية: الاتجاه اليسارى - الاتجاه الليبرالى - الاتجاه القومى - الاتجاه الإسلامى. ويمكن للقوى الشابة أن تدخل فى أى خانة من هذه الخانات الأربعة. وحسب معلوماتى فلا توجد أيديولوجية خامسة حتى الآن. ولا أظن أن المسيحية تمثل أيديولوجية سياسية، لأن المسيحية لا تنطوى على رؤية سياسية أو تشريعية، ومع ذلك فإذا رأى الإخوة المسيحيين أنهم يمثلون رؤية أيديولوجية مستقلة عن هذه الفرق الأربعة المشهورة، فلا مانع عندنا. وليتم التقسيم الزمنى لساعات البرامج الحوارية فى الإعلام الرسمى إلى 5 أقسام متساوية. وهذا مجرد اقتراح بسيط ليكون الإعلام الرسمى متوازنا، وهذا يحتاج بطبيعة الحال إلى قيادة جديدة مخلصة، وليست هذه القيادات الحالية التى تمثل علينا أنها انتقلت من سب الثورة إلى تمجيدها فى غمضة عين! دون حتى التجرؤ على الاعتذار!
إن الإعلام أخطر من الشرطة والقوات المسلحة لأنه يقود معركة كسب العقول والقلوب، وهو الذى يحدد وجهة المجتمع، ولذلك لابد أن يكون فى أيدى أمينة من أبناء الثورة الذين لم يتلوثوا بخطيئة العبادة فى محراب الشيطان المخلوع.
وفى النهاية نقول: الشعب يريد تطهير الإعلام.
لا أدرى إلى متى سأظل أنهى مقالاتى بتمجيد الشهداء؟ ولكن قلبى سيظل معلقا بهم، مشوقا إليهم، وأحسبهم أحياء عند ربهم يرزقون.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الخزى والعار للطاغية وأعوانه

النصر الكامل لشعب مصر وثورته المجيدة

القاهرة فى 27 مارس 2011

مجدى أحمد حسين
*****
المقالات الكاملة لمجدى حسين:

اللجنة العليا لحزب العمل تقرر ترشيح مجدى احمد حسين رئيسا


فى اجتماع تاريخى للجنة العليا لحزب العمل الذى حضره 71 عضوا يمثلون اللجنة التنفيذية واللجان النوعية و19 محافظة, و الذى استمر أكثر من سبع ساعات قررت اللجنة بأغلبية كبيرة اختيار الأمين العام للحزب "مجدى أحمد حسين" ليكون مرشحا فى انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، ويعد هذا الاجتماع الأول للجنة العليا عقب الإفراج عن مجدى حسين بعد حبسه سنتين بسبب مواقفه الوطنية التى كانت تقلق نظام الرئيس المخلوع "مبارك" وأيضا عقب نجاح ثورة 25 يناير التى قامت من أجل حرية مصر.
ويأتى اختيار اللجنة العليا للأمين العام للحزب كمرشح لرئاسة الجمهورية نظرا للدور الوطنى والنضالى الذى يقوم به مجدى حسين والذى يؤكد على رؤيته المستقبلية للدور التاريخى لمصر وللأمتين العربية والإسلامية فضلا عن المواقف الوطنية التى خاضها فى ظل ديكتاتورية النظام السابق والتى أكدت صحة وجهة نظره فى الرئيس المخلوع "حسنى مبارك".

يذكر أن الاقتراع السرى قد أسفر عن حصول الأمين العام للحزب على 53 صوتا مقابل 5 أصوات قالوا لا وصوتين باطلين، علما بأن هناك عدد من الأعضاء قد انصرف قبل التصويت لارتباطهم بمواعيد قطارات والالتزام بحظر التجول.
هذا وقد ترك الأمين العام للحزب مجدى حسين الاجتماع خلال مناقشة هذا الموضوع حتى لا يتسبب فى إحراج أيا من الأعضاء.
وعقب الإعلان عن نتيجة التصويت التى أقرت ترشيح مجدى حسين لانتخابات الرئاسة المقبلة حضر الاجتماع مرة أخرى وقبل تكليف اللجنة له بالمسئولية الجسيمة التى أوجب الظرف الراهن على ضرورة تحمله لها, وألقى كلمة قال فيها: لن أشكركم على هذا القرار لأن هذا تكليف صعب مضيفا أنه يخشى أن يتقدم إمامة الصلاة مفضلا أن يؤم أحد غيره ليتحمل هو مسئولية الإمامة، وأن رئيس الحزب يتحمل المسئولية أمام الله فما بالكم برئاسة الجمهورية فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
كما أجاب على تساؤلات الإمكانيات المالية للحزب بأن هناك الكثير من الداعمين لترشحه من الشعب المصري والذين ابدوا استعدادهم لتحمل التكاليف المالية لذلك، كما ذكر أن على اللجان الحزبية أن تشكل لجانا من الشعب المصري فى المحافظات الداعمين لترشحه لا يشترط أن يكونوا من أعضاء الحزب لجمع التوقيعات والاشتراك فى الحملة الانتخابية.
هذا وقد ناقشت اللجنة العليا للحزب بندين أخريين هما:
الوضع السياسي فى مصر والوضع التنظيمى للحزب – الترشيح لمجلسي الشعب والشورى.
حيث قدم الأمين العام للحزب الأستاذ مجدي أحمد حسين تحليلا للوضع السياسي فى مصر ثم قدم تحليلا لموقف الحزب التنظيمى.
وكان من أهم القرارات ما يلى:
1- تفعيل الكفاءات الحزبية.
2- ملائمة الوضع السياسي الحالي فى مصر لنشر أفكار ومبادئ الحزب.
3- تدعيم العمل الجماهيري للحزب للوصول لأكبر قاعدة عريضة من الشعب المصري خاصة الشباب.
4- سرعة عقد دورات تثقيف سياسي لأعضاء الحزب الجدد فى المحافظات المختلفة لشرح برنامج الحزب.
وفى المحور الثانى (مجلس الشعب والشورى) كان الاتجاه العام هو الاشتراك فى الانتخابات القادمة.