شريط أخبار موقع حزب العمل الإسلامى

Monday, April 25, 2011

توثيقا للتاريخ قبل تزييفه.. حزب العمل وإرهاصات الثورة


التاريخ: 24/04/2011
الكاتب: دمجدى قرقر

ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال لسببين, أولهما أنني أنأى بنفسي وبحزبي عن الدخول في جدل حول ثورة 25 يناير وفي نسبتها لأنها ملك لكل شعب مصر بذر بذرتها الشيوخ وزرعها الأبناء ورعاها الشعب وشارك الجميع في الحصاد والاحتفال. لقد كان الشباب شرارة الثورة، فاستشهد منهم من استشهد، وجرح من جرح. في يوم 25 يناير. بدأ الشباب تظاهراتهم بالمئات وإذا بهم ينتهون في ميدان التحرير بعشرات ثم مئات الآلاف.
والسبب الثاني في ترددي أنني لم أعد أكتب إلا اضطرارا فمصر في حاجة إلى العمل أكثر من الحاجة إلى القلم, فما بالنا إذا كانت الكتابة عن أحداث شاهدناها أو شاركنا في صناعتها والكتابة عنها قد تحتمل شبهة الذاتية أو الحزبية أو عدم الموضوعية كما أنه من الأفضل أن ننتظر حتى تؤتي هذه الثورة ثمارها, ولكن ما العمل إذا كان بعض الكتاب قد كتبوا وأسقطوا وقائع مهمة تجعل تاريخ الحركة الوطنية مبتورا بدونها؟ ما العمل إذا كان بعض الشباب قد ظن أنه صانع الثورة ومفجرها وصاحب الحق الوحيد في حصاد ثمارها بعد أن أسقط عقود طويلة من النضال .. إن دور من شهد الأحداث أن يرويها بأمانة ودون نقصان ثم يتركها للمؤرخين لروايتها وتحليلها ولكن ما كتب طوال الفترة الماضية لم يراعي كل هذه الاعتبارات.
إن هذه الثورة لم تهبط بالبراشوت ولكنها امتداد لنضال سنوات طويلة تزيد على الثلاثة عقود، توجت بنضال شامل ومتواصل في السنوات السبع الأخيرة بعد سقوط مبارك أثناء إلقاء خطاب العرش أمام مجلسي الشعب والشورى في نوفمبر 2003 بعدها بدأ حزب العمل في تشكيل الجبهة الوطنية للتغيير ثم المشاركة في تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ثم انتفاضة القضاة 2006 عقب تزوير انتخابات 2005 وانتفاضة إبريل 2008 وفي القلب منها انتفاضة عمال المحلة الكبرى ثم الحركات الاحتجاجية التي اجتاحت ربوع مصر ولم تهدأ إلا بانخراطها في ثورة 25 يناير 2011 . إن إرهاصات هذه الثورة بدأتها جريدة الشعب التي نشرف بالكتابة بها مجددا والتي خاضت معاركها ضد التبعية والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعي وتضييع الهوية بكتيبتها المجاهدة التي تقدمها الأستاذ عادل حسين - رحمه الله - وكان رأس الحربة رئيس تحريرها - قبل إغلاقها - الأستاذ مجدي أحمد حسين والذي قدم من حياته سنوات وسنوات قضاها في سجون مبارك.
ونستدل هنا ببيانات حزب العمل وكتابات قياداته وكتاب جريدته " الشعب " قبل وبعد تجميد نشاطه وإغلاق جريدته بقرارات إدارية باطلة من نظام مبارك منذ مايو 2000 – سأستدل بها لأنها تحت يدي ولا يعني هذا إنكار دور القوى السياسية الأخرى عظم دورها أم صغر خاصة وأنهم أقدر مني على تأريخ دورهم الذي مهد للثورة.
1 – في مارس 1981 كتب الأستاذ الدكتور محمد حلمي مراد أمين عام حزب العمل مقاله المشتهر " الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية " والذي قال المراقبون بشأنه " إن هذا المقال كان من أهم أسباب دفع اسم الدكتور حلمي مراد إلى مقدمة قائمة المعتقلين عام 1981" ألم يكن هذا مقالا ضد التوريث؟
2 - في يناير 1983 أصدر الأستاذ الدكتور محمد حلمي مراد أمين عام حزب العمل كتابـه " التغيير أو الضياع" ولنلاحظ هنا استخدام مصطلح التغيير وليس الإصلاح
3 – في ديسمبر 1989 كتب الأستاذ عادل حسين رئيس تحرير جريدة الشعب مقاله المشتهر " التغيير أو شاوسيسكو " عقب محاكمة الرئيس الروماني نيقولاي شاوسيسكو وزوجته إيلينا، وإعدامهما في نفساليوم 25 ديسمبر 1989، ومصادرة أملاكهما
4 – في سبتمبر 1993 صدر كتاب " لماذا نقول لا في استفتاء الرئاسة القادم " للأستاذ الدكتور محمد حلمي مراد نائب رئيس حزب العمل والأستاذ عادل حسين أمين عام حزب العمل وهو تجميع لمقالاتهما بجريدة الشعب في الفترة من مايو وحتى سبتمبر 1993 وقد صدرا الكتاب ببيان اللجنة العليا للحزب في 16 يوليو 1993 برفض اختيار محمد حسني مبارك لفترة رئاسة ثالثة وبطلان ترشيح مجلس الشعب القائم وقتها له حيث حكمت محكمة النقض وقتها بعدم صحة انتخاب أكثر من سبعين من أعضائه، وكان جزاء الدكتور حلمي مراد والأستاذ عادل حسين الحجز في قسم مصر الجديدة ومعهما الصحفيين علي القماش وصلاح بديوي ولم يمنع الزبانية عمرهما الكبير أو مكانتهما العالية وتركاهما ينامان على البورش ليلتين أو أكثر, ومن بين عناوين المقالات التي تضمنها الكتاب " ترشيح مبارك للرئاسة معيب وينبغي تصحيحه – حقائق التبعية السياسية والاقتصادية التي ينفيها مبارك – زاد الفساد والفقر في عهدك يا مبارك وهذا وقت الرفض والمقاومة – نحن مثل آخر أيام السادات, الكل ضد الرئيس – ليكن سبتمبر شهر التحرك العام لفرض إرادة الأمة عبر استفتاء حر"

ورغم أن حزب العمل عانى من جريمة التجميد غير المشروع منذ مايو 2000، وإيقاف صحيفته المطبوعة "الشعب" التي كانت - إلى حد كبير - لسان حال الشعب المصري، ورغم ما تعرض له العشرات من أنصاره وشبابه وأعضائه من مطاردات واعتقالات ومحاكمات وتحقيقات في قضايا لم تتوقف أبدًا، ورغم كل ذلك رأى الحزب أن يواصل مسيرته، وأن ينحاز للحق مهما كلفه ذلك من عنت وويل وثبور.
وكان حزب العمل – كعادته – كتيبة متقدمة للجيش الشعبي، وكان أول من فتح ثغرة في جدار الخوف من نظام اعتاد أن يستخدم العصا الغليظة لإسكات معارضيه، من سجون ومعتقلات، وحالة طوارئ مستديمة، وإغلاق للصحف والأحزاب والنقابات، وتزوير الانتخابات، والاعتداء على استقلال القضاء.
في كتاب الأستاذ مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل بعنوان "لا" - والذي جمعه بناء على طلبي – والذي صدر مع بدايات 2005 وضمنه مقالاته الافتتاحية بجريدة "الشعب" الإلكترونية في الفترة الواقعة بين 22/2/2002 & 25 /2/2004 – أي خلال عامين وقبل تأسيس حركة كفاية – ومن بين ما كتبه أخي مجدي أحمد حسين ما يلي:
الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية ( ضد التوريث ) 22 فبراير 2002
الرسالة الثانية إلى الرئيس مبارك: ( موقفكم لا يليق بمكانة مصر.. ولا يلتزم بتعاليم القرآن.. ولا بالدستور المصري - إما الالتزام بالموقف الشعبي أو الاستقالة.) – ( مطالبة بالاستقالة قبل إنهاء فترة الرئاسة الخامسة) 12 فبراير 2002
لا تنسوا أصل المعركة: استئصال شأفة النفوذ الصهيوني الأمريكي من على أرض مصر. – 19 إبريل 2002
مبارك يتحدى الأمة، ويؤكد خيار السلام الاستراتيجي مع الأعداء – 26 إبريل 2002
نشر فكرة العجز أمام أمريكا شرك بالله، ولا بد من طرد عبيد فورًا من منصبه - ضرب حزب العمل كان لصالح الحلف الصهيوني/ الأمريكي.. ونحن لن ننحني أمام محاكم التفتيش – 3 مايو 2002
مرة أخرى: الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية وماذا عن جمال مبارك؟ - 19 مايو 2002 – ( ضد التوريث )
الله أكبر.. العراق يصمد أمام أعتى عدوان - اسمعها يا مبارك مرة ثالثة.. مرحبًا بالسجن أو الاستشهاد. - إما أن تستمع لكلام الله.. وكلام الشعب،أو ترحل!.- 12 مارس 2003 – ( مطالبة بالرحيل وليس رفض التمديد )
للمرة الرابعة أدعو الرئيس مبارك إلى تقديم استقالته - ( مطالبة بالرحيل وليس التمديد ) – 24 مارس 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
انتهت مهلة الـ 48 ساعة ولم يتخذ مبارك قرارًا واحدًا ضد أمريكا.. فلنشدد المطالبة باستقالته الفورية - 27 مارس 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
مبارك يقدم تسهيلات عسكرية وإدارية للعدوان - اخرجوا يوم الجمعة للمطالبة باستقالته ولا تخشوا إلا الله. – 2 إبريل 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
الآن نتحرك لإقالة مبارك - أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر - 9 إبريل 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك )
تنحية حسني مبارك.- لماذا هو الشعار المركزي الصحيح للحركة الوطنية والإسلامية؟ - 9 مايو 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته )
تنحية مبارك. لماذا أصبحت ضرورة حياة؟! - فشلت كل محاولات الإصلاح والترقيع ولا بد من فتح صفحة جديدة - تنزيه الحاكم عن النقد أو العزل.. شرك صريح بالله سبحانه وتعالى. – 16 مايو 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته )
واصلوا التوقيع على عريضة تطالب باستقالة مبارك - التوقيعات كانت أحد أسلحة الحركة الوطنية قبل الثورة. - من أين لجمال مبارك كل هذه الأموال؟! – 25 يوليو 2003 - ( مطالبة باستقالة مبارك وليس رفض التمديد )
سقوط مرشح الحكومة لنقيب الصحفيين إنذار شديد اللهجة لأهل الحكم - صحيفة إسرائيلية ترحب بتوريث الحكم لجمال مبارك.- 1 أغسطس 2003 – (مطالبة بالاستقالة ورفض للتوريث )
ما هي الشركة العالمية التي يعمل جمال مبارك مستشارًا لها؟ - ألا تكفي كل هذه الحقائق لإقالة مبارك؟ - 8 أغسطس 2003 - (مطالبة بالإقالة ورفض للتوريث )
مبارك يحاصر المقاومة الفلسطينية والعراقية ويبيع الغاز لإسرائيل - جمال مبارك يتعاون مع الشركات العالمية استعدادًا لرئاسة الحزب الحاكم. - ملامح الخطة الشعبية لإقالة مبارك. - 29 أغسطس 2003 - (مطالبة بالتحرك لإقالة مبارك ورفض للتوريث )
بيان من حزب العمل إلى الأمة - نطالب بانتهاء حكم مبارك ونرفض توريث الحكم – 6 سبتمبر 2003

كان كل ما سبق قبل أن يسقط مبارك في مجلس الشعب في نوفمبر 2003 وقبل أن يبدأ تفكير أي من القوى السياسية في إقالته أو تنحيته أو حتى عدم التمديد له .. ولنتابع كتابات مجدي حسين بعد هذا التاريخ وقبل نشأة الحركات الاحتجاجية عام 2004
لماذا لا يصدق الناس مبارك في موضوع التوريث؟ - ثلاث ضمانات رئيسية حتى يمكن إغلاق هذا الملف الأسود. (إعفاء جمال مبارك من مسئولية لجنة السياسات بالحزب الوطني. - تعيين نائب لرئيس الجمهورية من غير أفراد الأسرة الحاكمة - أن يعلن صراحة أنه سيعتزل السياسة بعد هذه الدورة التي تنتهي في أكتوبر 2005)، وأن يفتح باب الترشيح مبكرًا بين أكثر من مرشح للانتخاب الحر المباشر على موقع رئاسة الجمهورية. - أن يعلن اعتزال أسرته (وعلى رأسهم "السيدة سوزان ثابت، وعلاء وجمال") العمل العام من الآن.- 9 يناير 2004 ( تم هذا قبل تعديل المادة 76 بجعل منصب رئيس الجمهورية بالانتخاب بديلا عن الاستفتاء بعام وأربعة شهور وقبل أحد عشر شهرا من تظاهرة كفاية )
إعفاء مبارك من منصبه أصبح واجبًا وطنيًّا ودستوريًّا - 4 مواد بالدستور تنظم وتحتم تعيين نائب للرئيس. - ترك البلاد في حالة فراغ دستوري يعكس انعدام الإحساس بالمسئولية تجاه مصر وشعبها. - إدخال البلاد في حالة من الارتباك لإحياء فكرة توريث الحكم، ولن تسمح الأمة بهذا العبث. - سينتهي حكم مبارك وستعود مصر سيرتها الأولى زعيمة العروبة ومنارة الإسلام.- 25 فبراير 2004
*****
ولنراجع بعض بيانات حزب العمل خلال الفترة من 2001 وحتى 2006 والتي عاصرت انتفاضة الأقصى المباركة أكتوبر 2000 - العدوان الأمريكي على العراق - انتخابات الرئاسة 2005 - انتفاضة القضاة 2006
¨ نداء .من اجل إعداد مصر لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية - مقاومة ودحر الحملة الصليبية واجب شرعي وقومي ووطني - 15 أكتوبر 2001
¨ انكسرت موجة الهجوم الأمريكي الصهيوني لكن لنحذر المؤامرات - هجوم القوى المجاهدة يحقق الانتصارات والحكومات مطالبة بتوحيد مواقفها - 15 فبراير 2002
¨ بيان إلى الأمة - العمليات الاستشهادية أعلى مراتب الجهاد - 5 يوليو 2002
¨ إقالة والى ومحاكمته ومواجهة المخططات الأمريكية –الصهيونية لتقسيم السودان ..وإبادة شعب العراق..وتهجير الشعب الفلسطينى قضايا لم تعد تحتمل الصمت ..أوالتأجيل..أو المماطلة..ومصداقية النظام على المحك! - 8 سبتمبر 2002
¨ التاريخ لن يرحم أحدا يصمت أو يضعف في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي الراهن و القادم ضد العراق و فلسطين - 10 يناير 2003
¨ التراجع الأمريكي وتعدد الأقطاب في العالم بات حقيقة - 14 مارس 2003
¨ إلى طلاب مصر .. اخرجوا في مسيرات جماعية وتحركوا لإغلاق سفارة الشيطان الأمريكي - البيان الأول 20 مارس 2003
¨ اليوم المسيرات من كل المساجد إلى ميدان التحرير - مواصلة حصار سفارة الشيطان الأمريكي بدءا من الساعة الثانية ظهرا - البيان الثاني 20 مارس 2003
¨ الحكومة المصرية مطالبة بإطلاق الحريات أمام الشعب لمساندة العراق وفلسطين .. واعتقال المصريين تطور خطير - 21 مارس 2003
¨ نطالب بوقف أي تسهيلات لقوات العدوان وإغلاق قناة السويس أمام سفن العدو وفك الحصار حول العراق فورا وفتح الباب للمتطوعين للذهاب الى العراق وفلسطين- 04إبريل 2003
¨ نطالب بانتخاب رئيس الجمهورية انتخابا حرا مباشرا بين أكثر من مرشح يتنافسون على مرضاة الأمة من خلال برامج انتخابية ملزمة - 29 نوفمبر 2003 ثم كان بيان حزب العمل الذي صدر خلال تلك الفترة رافضا لرئاسة مبارك وكان بذلك حزب العمل أول حزب يدعو لإنهاء حكم مبارك – وفرق كبير بين رفض التمديد والمطالبة بإنهاء حكمه - وكذلك فإن معظم ما جاء في هذا البيان أصبح برنامجًا للهبة الشعبية التي بدأت في 12/12/2004، تحت شعار "لا للتمديد... لا للتوريث". والذي نص على ما يلي:
1. رحيل مبارك والأسرة الحاكمة من الحكم.
2. دورتان بحد أقصى لأي رئيس جمهورية.
3. إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين.
4. إلغاء التعديل المزور للمادة 76 من الدستور، وإعادة صياغتها بما يسمح لكافة القوى السياسية بالترشيح للرئاسة.
5. إقرار قانون السلطة القضائية، والإشراف القضائي الكامل على الانتخابات.
6. إطلاق حرية تشكيل الأحزاب وإصدار الصحف.

¨ غابت الدولة وملأ فراغها إما فاسد أو عاجز أو مغتصب للسلطة - 30 إبريل 2006
¨ ارفعوا أيديكم عن القضاة - حرية الشعب رهن باستقلال القضاء - 17 نوفمبر 2006
¨ أكذوبة العهد الذي لم يقصف فيه قلم - استمرار إغلاق جريدة الشعب وقصف مائة قلم لست سنوات - نموذج صارخ للعدوان على القضاء والحريات - 25 فبراير 2006
*****
ولم يقتصر نشاط حزب العمل وكوادره على النقاش وإصدار البيانات بل نزلوا بها إلى الشارع والمقار والمساجد وشهد الجامع الأزهر مؤتمرا أسبوعيا لقيادات الحزب - طوال ست سنوات من أول إبريل 2002 تاريخ الاجتياح الصهيوني للأراضي الفلسطينية وحتى مايو 2008 بعد صدور قانون خاص من مجلس الشعب المزور بمنع التظاهر في دور العبادة - يشد على يد الأمة ويحذر من الأخطار التي تتهددها ومن السكوت على الاستبداد والفساد وشهد بهذه المؤتمرات العدو قبل الصديق
وعلى صعيد مقاومة حكم الاستبداد والطغيان قام الحزب بجمع توقيعات جماهيرية مطالبة بإنهاء حكم مبارك، تجاوزت الخمسين ألف توقيع، وكان يتم تظاهرات أمام مجلس الشعب برفض حكم مبارك تحت شعار "لا لمبارك" وتسليم التوقيعات دوريًّا لمجلس الشعب في الفترة من يوليو 2003 وحتى يوليو 2004 حين قامت الشرطة بمحاصرة المجلس ومنعتنا من تسليم المزيد من التوقيعات.
وأشير هنا إلى حوار سجله الابن العزيز شوقي رجب دار بينه وبين أحد شباب حركةكفاية في إحدى التظاهرات عندما سأله شوقي: هل تذكر أول مره سمعت فيها هتافا ضد مباركفأومأ برأسه مؤكدا ( نعم أذكر - إن أول هتاف سمعته بسقوط مبارك كان منأعضاء حزب العمل أثناء استجواب مجدي حسين في البلاغ المقدم ضده من يوسف والى (فسأله شوقي: هل تذكر ما قلته وقتها فقال (نعم أتذكر كنت أعجب كيف تملكون هذه الجرأة فيالهتاف بسقوط مبارك).. كما أذكر هنا آخر حكم في قضايا حزب العمل ضد تجميد نشاطه وعقب صدور الحكم من المحكمة الإدارية العليا بتحويل قضايا الحزب إلى - ثلاجة - المحكمة الدستورية فانتفض أعضاء وقيادات الحزب هاتفين بسقوط مبارك وعائلته ونظامه في طرقات وبهو المحكمة الإدارية العليا. لقد شهد مقر حزب العمل بالسيدة زينبفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في مايو 2000 أول هتاف بسقوط مبارك
كما دعونا في وقت مبكر - في بدايات 2004 - لإقامة جبهة وطنية عريضة تضم كافة القوى الوطنية والإسلامية ( الجبهة الوطنية للتغير )، ودعونا لانتزاع حق تأسيس المنظمات السياسية والجماهيرية دون إذن السلطات، وعلى هذا الصعيد حدثت تطورات بالغة الأهمية من أواخر 2004 حتى وحتى ثورة 25 يناير 2011
وكنا ندرك بطبيعة الحال أن إقالة مبارك لن تتم بدون حركة شعبية واسعة، ومن خلال التظاهر المتواتر حتى العصيان المدني الشامل، ولا شك أن السنوات السبع الماضية كانت حافلة بكافة أشكال التظاهر والاعتصام والإضراب. وستتواصل كل هذه التحركات بإذن الله حتى الخلاص من هذا الحكم الذي انتهى عمره الافتراضي.
*****
إن الجهر بالحق هو السلاح الماضي لأي حركة شعبية ذات رسالة، وقد رأى حزب العمل دومًا أن يقوم بهذا التكليف الشرعي، الذي لا يستند أبدًا لتوازن القوى المادية مع أهل الباطل؛ فمعسكر الحق من المفترض أن يصدع بما يؤمر من الله عز وجل، بغض النظر عن حالة القوة والضعف من الناحية المادية فأعظم الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر.
هذا هو حزب العمل وهذا بعض من تاريخ نضاله - ويبقى الكثير من معاركه التي خاضها ولم نعرض لها - فهل يكون جزاؤه بعد ثورة شعب مصر المباركة التي شارك في تمهيد الأرض لها وبذر بذرتها جزاء سنمار؟!!! وهذا سيكون موضوع مقال قادم نناقش فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف.
*****
المقالات الكاملة للدكتور مجدى قرقر:

Thursday, April 21, 2011

شخصيات من حزب العمل - محمد حلمى مراد

الدكتور/ محمد حلمى مراد
نائب رئيس حزب العمل
ووزير التربية والتعليم الأسبق

تاريخ ومحل الميلاد :

7 يوليو عام 1919 , القاهرة .

أولاً...المؤهلات والدرجات العلمية :

· تخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة , عام 1939 .

· حصل على دبلوم الدراسات العليا القانون العام , عام 1940 .

· حصل على دبلوم الدراسات العليا فى الاقتصاد السياسي , عام 1941 .

· أوفد فى بعثه حكومية عام 1946 إلى فرنسا للحصول على دكتوراه الدولة من جامعة باريس فى الاقتصاد واستطاع أن يحصل على دبلومى الدراسات العليا فى القانون العام وفى الاقتصاد من الجامعة المذكورة فى عام دراسى واحد

· حصل على درجة دكتوراه الدولة من جامعة باريس عن رسالته " صندوق النقد الدولى " , عام 1949 .

ثانياً...الوظائف التى تقلدها :

· عين فى سلك النيابة , عام 1942 وترقى فى سلكها إلى أن وصل وكيلا للنائب العام , عام 1946 .

· عضو بهيئة تدريس كلية الحقوق , جامعة الإسكندرية , عام 1949 .

· أستاذ مساعد للاقتصاد بكلية الحقوق , جامعة عين شمس , عام 1950.

· أستاذ لكرسى المالية العامة بقسم الاقتصاد ثم رئيسا للقسم بجامعة عين شمس , عام 1956 .

· مدير عام للمؤسسة الثقافية والعمالية خلال عامى 1962 ، 1963 .

· وكيل لجامعة القاهرة لشئون البكالوريوس والليسانس , عام 1964 .

· مدير لجامعة عين شمس فى أواخر , عام 1967 .

· وزير للتربية والتعليم عام 1968 .

· أستاذ غير متفرغ بأقسام الدراسات لعليا بكليات الحقوق عام 1971 .

· محاضر فى معهد البحوث والدراسات العربية عام 1972 .

· عضو بمجلس الشعب من عام 1976 حتى تاريخ حله فى إبريل 1979 .

ثالثاً...نشاطه السياسي:

*انضم إلي حركة مصر الفتاة عام 1935.

*شارك في صياغة برامج حزب مصر الفتاة من عام 1936 إلي عام 1954.

*كان لة السبق في صياغة مشروعات القوانين التي تقدمت بها حركة مصر الفتاة(الحزب الاشتراكي في ذلك الوقت)إلي مجلس النواب وعلي رأسها قانون الإصلاح الزراعي وهو نفس القانون الذي طبقة مجلس قيادة الثورة في 9/9/1952.

*شارك في صياغة بيان 30 مارس للإصلاح السياسي عام 1968 الذي قدمة الرئيس جمال عبد الناصر .

*اختارة الرئيس جمال عبد الناصر كوزير للتربية والتعليم وكلفة بمتابعة تنفيذ قرارات بيان مارس.

* كان اول وزير يقدم استقالته في تاريخ الثورة.

*فاز في انتخابات 1976 لعضوية مجلس الشعب عن دائرة مصر الجديدة.

* رفض هو و16 عضواً من أعضاء مجلس الشعب عام 1979 اتفاقية كامب ديفيد وكان ابرز المعارضين لهذة المعاهدة .

*ساهم مساهمة كبيرة في صياغة برنامج حزب العمل الذي تقدم بة المهندس إبراهيم شكري عام 1979 إلي لجنة شؤن الاحزاب .

*كان ابرز كتاب جريدة الشعب وقاد العديد من الحملات الصحفية ضد الفساد والظلم وكان من ابرز حملاتة:

- حملتة علي صفقة التليفونات التي كانت بين مصر وفرنسا وقد هاجم فيها الدكتور مصطفي خليل رئيس الوزراء في ذلك الوقت لان مكتب الدكتور مصطفي خليل وهو مكتب هندسة إتصالات هو الذي قام بدراسة الجدوي لهذة الصفقة نظير اتعاب 5 مليون دولار.

- كما هاجم اتفاقية كامب ديفيد علي صفحات جريدة الشعب منتقدا دور السادات المخزي في هذة الاتفاقية.

* اختارته اللجنة العليا بحزب العمل نائبا لرئيس لحزب عام 1979.

صدر قرار بأعتقالة ومعه من قيادات حزب العمل واخرين ضمن قرارات سبتمبر التحفظية عام 1981 وكان هذا بسبب جراءتة في نقد النظام من خلال مقالاته ومواقفه وقامت السلطات بإغلاق جريدة الشعب والتي كانت منبره الأول في التعبير عن أرائه مواقفه.

*عقب خروجه تم انتخابه أمين عام لحزب العمل في المؤتمر العام للحزب عام 1982.

*استأنف الدكتور حلمي مراد حملته ضد الفساد فور الإفراج عن جريدة الشعب والسماح لها بالصدور فكانت حملته الشهيرة ضد الفساد في قطاع البترول تحت شعار(حاكموهم او حاكمونا) والتي أدت إلي إسقاط عبد الهادي قنديل وزير البترول في ذلك الوقت.

*كان للدكتور حلمي مراد الفضل الكبير في صياغة معظم الاستجوابات وطلبات الإحاطة والأسئلة التي تقدم بها نواب حزب العمل منذ عام 1979 إلي 1990.

*كان أشهر استجواب صاغه الدكتور حلمي مراد (استجواب وزير الداخلية آنذاك حسن أبو باشا حول تزوير الانتخابات مجلس الشعب عام 1984 وقد تقدم بة المهندس إبراهيم شكري.

*كذلك الاستجواب الذي تقدم به الأستاذ مجدي احمد حسين لوزير البترول عبد الهادي قنديل حول الفساد في قطاع البترول عام 1988.

*في عام 1993 قام المؤتمر العام لحزب العمل بانتخابه نائباً لرئيس الحزب للمرة الثانية.

*شارك الأستاذ عادل حسين(الأمين العام السابق لحزب العمل) في صياغة البرامج الانتخابية التي خاض بها الحزب انتخابات مجلس الشعب عام 1984 وعام 1987، وانتخابات المجالس المحلية عام 1992.

* كان للدكتور حلمي مراد الفضل في صياغة اللائحة التنظيمية لحزب العمل.

رابعاً...أوجــــه نشــــاطه السياسي والمهني :

· أسهم في تأسيس اتحاد الاقتصاديين العرب , عام 1956 .

· رأس الاقتصاديين المصريين في مؤتمر الاقتصاديين العرب الذي عقد ببغداد , عام 1965 .

· انتخبه الاقتصاديون العرب رئيسا للاتحاد في , عام 1954 .

· كان عضوًا في لجان إصلاح الضرائب بوزارة الخزانة وعضوًا في اللجنة التي وضعت قانون العمل عقب ثورة 23 يوليو 1952

· اختير مستشارا للجنة العمل بمجلس الأمة في , عام 1954

· اشترك في لجنة إنشاء المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية ، وفى وضع مناهجه وقام بتدريس مادة الاقتصاد لدفعاته الأولى

.عمل كسفير للأمم المتحدة في منظمة اليونسكو.

خامساً...الهيئات التي انتمى إليها :

· عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع

· عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التعاونية

· عضو مجلس الشعبة القومية للمعهد الدولي للعلوم الإدارية

· اشترك أستاذاً زائرا للإفادة بعلمه في بعض الجامعات العربية

· الإشراف على إعداد الرسائل الجامعية والاشتراك فى مناقشتها والحكم عليها فى الموضوعات الاقتصادية والمالية في كليات الحقوق والتجارة والاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعات المصرية

سادساً...مـــؤلفاتــه العلميـــة :

· المذاهب والنظم الاقتصادية , عام 1950 .

· البيان الاقتصادي والمشروعات الاقتصادية , عام 1954 .

· القيمة والأثمان وتوزيع الدخل القومي , عام 1956 .

· تشريع العمل في الدول العربية , عام 1956 .

· النظم الضريبية فى الدول العربية , عام 1958 .

· مالية الدولة , عام 1959 .

· الميزانية العامة قواعد تطبيقاتها فى بعض الدول العربية , عام 1959 .

· تشريع الضرائب , عام 1959 .

· التعاون من الناحيتين المذهبية والتشريعية , عام 1960 .

· العلاقات الاقتصادية الدولية , عام 1961 .

· المالية العامة المحلية فى البلاد العربية , عام 1962 .

· التأمينات الاجتماعية فى البلاد العربية , عام 1972 .

له العديد من البحوث العلمية منها :

· الضريبة الموحدة على الدخل في كل من إنجلترا وأمريكا وفرنسا ( 1954 – 1955).

· دراسات تحليلية في الميزانية المصرية ( 1956 – 1957).

· موارد الهيئات العامة المحلية (1960 – 1961 ).

· تأثير بعض الظواهر الاقتصادية الحديثة في النظرية العامة للضريبة , عام 1971 .

· القوى العاملة في الوطن العربي , عام 1972 .

الجوائز والأوسمة :

· جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية , عام 1973.

Sunday, April 17, 2011

والآن جاء وقت الانتصار لحزب العمل

التاريخ: 15/04/2011
الكاتب

مجدى حسين

magdyahmedhussein@gmail.com


سقط الطاغية مرة أخرى عندما صدر قرار تاريخى بحبسه هو وأسرته التى أذلت الشعب، وبتحويلهم إلى المحاكمة، فى مشهد لم يعرفه التاريخ المصرى والعربى المعاصر على الأقل، بل لا يحضرنى الآن أى مثيل له فى التاريخ المصرى كله، فالحكام كانوا يقتلون أو يعزلون ولكننى لا أذكر الآن أى حاكم مصرى قد تمت محاكمته بعد عزله!! انه حقا مشهد رهيب، انها لمحة من لمحات يوم القيامة، انها عبرة لمن لا يعتبر لحكام اليوم والغد فى مصر والوطن العربى بأسره. السجود لله شكرا، والاخبات لله، والدموع هى التى نملكها دون أن نتمكن من الوفاء بحق الله، وكيف لمخلوق أن يوفى الله حقه، اننا لن نستطيع أن نشكر الله كما يستحق بعظيم قدره وجلاله وبما يليق بمقامه وبقدرته التى لا تحدها حدود، حتى وان تمتمنا بالشكر الى نهاية عمرنا، أنت كما أثنيت على نفسك، نحمدك بقدر زنة عرشك ومداد كلماتك، ونعاهدك ألا نعبد إلا إياك مخلصين لك الدين، ولقد رأينا من آياتك الكبرى مايزيدنا تواضعا (سنريهم آياتنا قى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).

فى 25 أغسطس 2008 كتبت فى موقع العمل مقالا بعنوان "من يلقى القبض على حسنى مبارك وله جائزة كبرى" وقبلها فى 6 يوليو 2008 كتبت مقالا بعنوان: "الخيانة العظمى هى مشكلتنا مع مبارك وليس اعتلال صحته" وقبلها فى 1 يونيو 2008 كتبت مقالا بعنوان "الحل الوحيد.. عزل مبارك واستلام مجلس وطنى انتقالى للحكم" وقبلها كتبت مقالا بعنوان "يا مبارك سلم نفسك المكان محاصر" وقبلها فى 10 يوليو 2007 كتبت مقالا بعنوان "شريعة سوزان لا شريعة الله" وقبلها فى 18 أبريل 2007 كتبت مقالا بعنوان: "نظام مبارك يحتضر فلماذا لا نتكاتف لنواريه التراب؟" وقبلها فى 3 ديسمبر 2006 كتبت مقالا بعنوان: "ونحن أيضا سنجاهد لإقصائك مادام القلب ينبض" واختصارا فقد كانت أول سلسلة من المقالات للمطالبة بإقالة مبارك فى عام 2002.
وقد يتصور البعض اننى أكثر إنسان فرحا بالضرورة من محاكمة حسنى مبارك وأسرته، وهذا ليس شعورى الحقيقى الآن، رغم أن كل الأحداث التى شهدتها مصر منذ 25 يناير 2011 جاءت مصداقا لما دعوت له، ورغم أنها أحداث كبرى لا تتعلق بشخصى الضعيف، إلا أنها أثبتت أننى لست مجنونا أو يائسا كما صورنى بعض أقرب الناس إلىّ، ويعلم الله أننى لم أبتئس من هذه الاتهامات لأننى أقدر ضعف بعض الناس، وكنت أعلم أن ما أقوم به كان نوعا من العمليات الاستشهادية، ومن الظلم أن تطلب من كل الناس أن يقوموا بها، وقد قمت بها لأن الله أعاننى على ذلك، وساعدنى على عدم الاكتراث بالدنيا، وهو ما جاء فى محكم كتابه مرارا (وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله).
ومع ذلك فلست كما قلت أكثر الناس سعادة بالضرورة لأننى لا أعرف الشماتة، وأشعر بالضعف أمام المهزومين، وأشعر بالشفقة عليهم، وان كنت أصر على استكمال محاكمتهم بصورة دقيقة، تطبيقا لحدود الله، ولأخذ حق الله وحق المجتمع منهم، ولتكن عبرة لكل الحكام القادمين.
دائما أفكر فى المستقبل لا الماضى، ولذلك أرى أن أكون مهموما الآن بمستقبل مصر المشرق إن شاء الله، ولا يمكننى أن أفعل ذلك قبل أن أوفى دينا علىّ لحزب العمل، ولكل قياداته وأعضائه وأنصاره الصابرين المحتسبين. فقد قلت لهم أنا أعرف ماذا أفعل؟ وأعلم أن كتاباتى ضد مبارك ستصيبكم معى بعذاب أليم، وأن أجهزة مبارك ستواصل تدمير الحزب بكل السبل غير المشروعة ولكن قدرنا (كمصر الفتاة) أن نكون كتيبة صاعقة تقتحم الخطوط الخلفية للعدو وتمنى بخسائر فادحة فى الأرواح والمعدات، ولكنه فرض كفاية، لا يتقدم أحد إليه سوانا، ثم انضمت لنا كتيبة كفاية، ولكننا ظللنا مع كفاية قلة موصومة بالجنون والتطرف وعدم معرفة السياسة!! وقال لى المجاهدون من حزب العمل وهم الأكثرية من العضوية المتبقية فى هذه المعركة المميتة نحن معك، حتى أننى عندما كنت فى السجن الأخير كانت وقفاتهم للإفراج عنى تتم تحت شعار (يسقط حسنى مبارك)!! وقال لهم الناس كيف سيفرج عن أمينكم العام بهذه الهتافات، ولكنهم لم يرتدعوا!
أما الدين الذى علىّ لهم، أننى رفضت منذ اندلاع أحداث الثورة وخروجى من السجن أى انشغال بمسألة تجميد الحزب غير الشرعى، ورفضت كل اقتراحات اقتحام مقر الحزب بالسيدة، وحتى إصدار جريدة الشعب ظللت أرفضه حتى سقوط مبارك. ورأيت ضرورة التركيز على فك تجميد مصر وتحريرها من الأسر أولا. ووافقت الأغلبية فلم أكن ولن أكون مستبدا بالرأى كما يتهمنى البعض. بل لقد أصدرت الشعب بعد إصرار الأغلبية على ذلك، رغم أن صدورها بهذا الشكل يعد طعنا فى قدراتى المهنية، فهى مجرد 8 صفحات بدون طاقم محررين متكامل وبدون ميزانية تقريبا وبدون إعلانات نهائيا!! وفى ظل إصرار من المجلس العسكرى على عدم الموافقة على توزيعها عبر الأهرام!
اليوم بعد سقوط مبارك نهائيا وراء القضبان، من حق حزب العمل على أن أكتب عن مظلوميته، خاصة واننى قد تعهدت بالاستقالة منه حال كلفنى الشعب بمهمة الرئاسة.
اننى إذ أحيى المجلس العسكرى على مواقفه المشرفة التى توقعتها وبشرت بها ونالنى من ذلك بعض السهام من بعض الثوار، أحيى المجلس على موقفه الحازم التاريخى من الأسرة الحاكمة وباقى كبار المفسدين، أقول له: لماذا تواصل اضطهاد حزب العمل؟! لماذا قابلت كل الناس؟ بل لماذا قابلت أى شاب كان يمر فى ميدان التحرير ورفضت بإباء وشمم أن تدعو حزب العمل لأى لقاء من اللقاءات الكثر مع المعارضين لحكم مبارك؟ لماذا ترفض طبع وتوزيع الشعب عبر الأهرام والطلب عندك منذ 7 أسابيع؟ ولماذا رفضتم تحديد موعد للقائى وكنت قد طلبت ذلك عبر لواء جيش محترم وعامل بالخدمة؟! هل تقبلون على أنفسكم بعد كل ما أنجزتموه أن تعاملوا حزب العمل بنفس المنطق المرفوض لحكم مبارك بادعاء أن حزب العمل متنازع عليه؟! أليس هذا هو منطق أمن الدولة المنحل ومنطق صفوت الشريف الأمين السابق للجنة الأحزاب المقبورة؟!
كاتب هذه السطور كان رئيس تحرير جريدة الشعب عندما أغلقت فى مايو 2000، وهذا مسجل فى أضابير الحكومة والمجلس الأعلى للصحافة ويعرفه الكافة. ولدى 14 حكما قضائيا بإصدار الشعب فورا!! إذن بصحيح القانون وأحكام المحاكم التى هى عنوان الحقيقة كما يقولون كان يتعين على المجلس العسكرى أن يأمر الأهرام أو غيره من المؤسسات الصحفية بطبع وتوزيع الشعب. أما فيما يتعلق بشرعية الحزب فالجميع يقر داخل الحزب وخارجه أن كاتب هذه السطور قد انتخب فى منزل المجاهد الراحل إبراهيم شكرى عقب وفاة الأستاذ عادل حسين فى عام 2001 انتخب بالإجماع أمينا عاما للحزب من اللجنة التنفيذية (عدا امتناع شخص واحد عن التصويت)، كما عقد بعد ذلك بسنوات مؤتمر عام للحزب فى فندق أمان، لم تجر فيه انتخابات ولكن أدرته كأمين عام ومعى الأستاذ الفاضل محفوظ عزام كنائب لرئيس الحزب، بينما لم يحضر الأستاذ إبراهيم شكرى لأسباب صحية. وحتى هذه اللحظة لم يصدر عن أى شخص أو جهة داخل أو خارج حزب العمل من ينازع فى حقيقة أننى الأمين العام للحزب.
إن كل أعضاء الحزب يقرون بذلك، ومصر كلها تعرف ذلك، وكل القوى العربية والإسلامية تعرف ذلك وتتعامل مع حزب العمل على هذا الأساس. بل دعونى أقول أن الشجر والحجر يعرف ذلك، حوائط الزنازين تقول ذلك والدم السائل من جسدى والضربات الأمنية الموجعة لا تزال تنطق على جسدى الضعيف أننى المكلف بقيادة هذه الكتيبة الرائعة المشرفة التى لا تحتاج اعترافا من أحد كى تجاهد فى سبيل الله والوطن. ماذا تطلبون مننا كى تعتبروننا حزبا غير متنازع عليه؟ هل تطلبون مليون توقيع من الشعب المصرى؟ أوافق ولكن قولوا ذلك علنا لأن بإمكان الحزب أن يجمع الآن مليون توقيع من الشعب بأن حزب العمل حزب شرعى وطبيعى يرأسه حاليا وحتى حين الفقير لله. أكثر من مليون مصرى يعرفون أن حزب العمل من بين 24 حزبا هو الأجدر بالشرعية القانونية. وأتعهد أمام الجميع إذا لم يكتمل المليون توقيع أن نسلم اسم الحزب للمجلس العسكرى ليعطيه من يشاء. وأن نجمع 5 آلاف توقيع لتأسيس حزب جديد باسم جديد. ولكننى أشفق على المجلس العسكرى المحترم من هذا الموقف الذى ينتقص من شموخه الذى حققه بقراراته الأخيرة بمحاكمة مبارك. ما يؤلمنى هو الملاوعة.. أى عدم الرد على كتابنا بطبع وتوزيع جريدة الشعب عبر مؤسسة صحفية حكومية، والملاوعة فى مسألة شرعية قيادتى للحزب. والملاوعة ليست من صفات المقاتلين الأشداء، ولا يسعدنى أن تلصق بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة. أعلنوها صراحة أنكم تعترفون بحزب العمل بقيادة العبد لله حزبا شرعيا اعتياديا أو سلموا اسم الحزب لمن تشاءوا ولكن لا تكونوا بلا موقف وتتركوا الحزب معلقا هكذا فهذا هو موقف النظام البائد مننا.
سننتظر أسبوعا إضافيا ثم أعرض على الحزب وعلى الشعب المصرى أحد خيارين: جمع مليون توقيع موثق بالشهر العقارى أن حزب العمل حزب شرعى يقوده حاليا وحتى انعقاد المؤتمر العام للحزب كاتب هذه السطور. أو تسليم اسم الحزب للمجلس العسكرى وإنشاء حزب جديد باسم جديد وجمع 5 آلاف توقيع من أجل ذلك.
إن الله سبحانه وتعالى الذى نصرنا فى ساعة العسر ونحن أذلة، لقادر على أن ينصرنا فى ساعة العسر ونحن أعزة.
(وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا)
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الخزى والعار للطاغية وأعوانه
النصر لشعب مصر وثورته المجيدة

القاهرة فى 15 أبريل 2011

مجدى أحمد حسين
*****
المقالات الكاملة لمجدى حسين: