شريط أخبار موقع حزب العمل الإسلامى

Monday, December 23, 2013


القضاء المصري الانقلابي وعدل طائر الغراب
تبدد  أمل الشعب  المصري في رؤية وضع العدالة يتغير خاصة وأن ثورة 25 يناير  قامت أساساً على مطلب عدالة، للتخلص من القهر والاستبداد، فكان على الشباب أن يتحرك للهروب من الاستعباد والظلم ومن غياب العدالة بمعناها الضيق والواسع وذاد الظلم والقهر وإنعدام العدالة  بانقلاب الثالث من يوليه , وذلك لفساد هذه المؤسسة العريقة التي يتلاعب  بها الفساد والمفسدون ويزلزلون أركانها حتى كادت تهدم أولا عن أخرا
والقضاء هو لغة : الحكم بين الناس ، ويُجمع على أقضية ، ويطلق على إحكام الشيء وإمضائه ، ومنه قوله تعالى  " وقضينا إلى بني إسرائيل " ( الإسراء 4 ) ، ويطلق أيضاً على الفراغ من الشيء ، قال تعالى : " فوكزه موسى فقضى عليه " ( القصص 15 ) ، ويطلق على إتمام الشيء ، قال تعالى : " ليقضى أجل مسمى " ( الأنعام 60 )
والقضاء شرعاً : فصل الخصومات وقطع المنازعات ، وقال الخطيب الشربيني : هو الخصومة بين خصمين فأكثر بحكم الله تعالى ,ودليل مشروعيته الكتاب ، والسنة ، وإجماع الأمة ، وقد اجمع المسلمون على مشروعية نصب القضاء والحكم بين الناس ( هامش مراتب الإجماع لابن حزم 85( .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " المقصود من القضاء ، وصول الحقوق إلى أهلها، وقطع المخاصمة ،‏ فوصول الحقوق هو المصلحة ، وقطع المخاصمة إزالة المفسدة‏ ، فالمقصود هو جلب تلك المصلحة ، وإزالة هذه المفسدة ،‏ ووصول الحقوق هو من العدل الذي تقوم به السماء والأرض ، وقطع الخصومة هو من باب دفع الظلم والضرر ، وكلاهما ينقسم إلى إبقاء موجود ، ودفع مفقود ،‏ ففي وصول الحقوق إلى مستحقها ، يحفظ موجودها ، ويحصل مقصودها، وفي الخصومة يقطع ، موجودها ويدفع مفقودها ،‏ فإذا حصل الصلح زالت الخصومة التي هي إحدى المقصودين " ( مجموع الفتاوى 35 / 355 )
إذن لا يشك أحد في أهمية القضاء في كل زمان ومكان ، فهو كالملح للطعام ، لا سيما إن كان القضاة هم العلماء ، فلا غنى لبشر عنهم ، لأن العلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء قضاة أقوامهم ، وحكماء دولهم ، بهم تزهو الشعوب ، وينتشر الخير ، ويعم الرخاء ، وتزول المدلهمات ، وتنقشع الملمات ، فهم كالغيث أينما حل نفع .
وهذا هو الفاروق (عمر بن الخطاب ) يدرك اهمية القاضي وحكمه .
فبينما هو جالس مع أخوانه، إذ برجل يشقّ الصفوف، ثائر، ملء قبضته شعر محلوق، ولا يكاد يبلغ عمر حتى يقذف بالشعر أمامه في مرارةٍ واحتجاج، ويموج الناس بالغضب ويهم به بعضهم، فيومئ عمر إلى أصحابه أن يسكنوا، ويجمع الشعر بيده، ويشير للرجل أن اجلس، وينتظر عليه عمر حتى يهدأ روعه
ثم يقول له: ما أمرك يا رجل؟،
فيجيب الرجل: أما والله لولا النار يا عمر 
فيقول عمر: صدقت، والله لولا النار، ما أمرك يا أخا العرب؟،
يقصُّ هذا الرجل على عمر شكواه، وفحواها أن أبا موسى الأشعري أنزل به عقوبةً لا يستحقُّها، فجلده، وحلق شعر رأسه بالموسى، فجمع الرجل شعر رأسه، وجاء به إلى عمر، فينظر عمر إلى وجوه أصحابه،
ويقول: لأن يكون الناس كلُّهم في قوة هذا أحبَّ إليَّ من جميع ما أفاء الله علينا،
لأن يكون كل الناس في قوة هذا الرجل أحب إلي من كل الفتوحات التي فُتحت على المسلمين، فما قولكم بهذا الجواب؟
ثم يكتب لأبي موسى الأشعري يأمره أن يُمَكِّن الرجل من القِصاص منه جلداً بجلدٍ، وحلقاً بحلقٍ.
أما والله يا عمر لقد تاقت الأمة لرجل مثلك يهتم بأمر المسلمين، ويحيا قضيتهم، يهمه ما أهمهم، ويفرحه ما يفرحهم، رجل يسري في عروقه خوف الله في الرعية، ويجري في دمائه عظم المسؤولية، يخشى أن يسأل عن حيوان فكيف ببني آدم، كيف بالملايين منهم يقول كما نقل صاحب المنتظم: "لو مات جمل ضائع على شط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه"10، فماذا نقول اليوم لأناس سلَّموا رقاب إخوانهم في الدين والعقيدة جهاراً نهاراً لأعدائهم؛ ليصنعوا بهم ما يحلوا لهم، دونما أدنى وازع يردعهم، أو شعور يؤنبهم ويمنعهم، لأجل أغراض بغيضة باعوا الأرض، وسلموا العرض. آه والله لقد اشتاقت الأمة لمثلك يا عمر كيما تحطم أغلالها، وتفك سوارها، وتهدي إلى سبيل ربها، بإذن ربها
أيا عمر الفاروق هل لك عـودة             فإن جيوش الكفر تنهى وتأمـــر
رفاقك في الأغوار شدو سروجهم            وجيشك في البلقان هبوا وكبــروا
تعال إلينا فالمروءات أطــرقت             وموطن آبائي زجــاج مكســر
يحاصرنا كالموت مليون كــافر            ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر
تناديك في شوق مآذن مكــة              وتبكيك بدر يـا حبيــب وخيـبر
نساء فلسطين تكحـلن بالأسى              وفي ظل بيت قاصــرات وقُــصَّر
وليمون يافا يابس في عـروقـه             وهل شجـــر في قبضة الظلم يثمر
أيـا فارساً أشكو إليه مـواجعي            ومثلي له عــذر ومثلك يعــذر
أيا عمر الفاروق هل لك عـودة             فإن جيوش الكفر تنهى وتأمـــر
وهذه هي قصه لاحد الخلفاء المسلمين من صحابه رسول الله الفاروق رضي الله عنه اقام العدل بدولة الاسلام فكيف لكم بمجتمع الطيور لنأخذ منه العبره والدرس في العدل ان لم نكن نتعلم من اجدادنا فلنتعلم من الطيور وهذا ليس عيبا فهناك من الحيوانات من هي اشد رفقا ورحمه من كثيرين من البشر ولنا مع الغراب قصص وعبر فانه اول من علم ابن ادم كيف يوري ويدفن جثة اخية القتيل  قال الله تعال : " فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَـسِرِينَ,فَبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِى الاْرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَرِى سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَـوَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَرِىَ سَوْءَةَ أَخِى فَأَصْبَحَ مِنَ النَّـدِمِينَ30 ,31 المائده فهذا المجتمع (مجتمع الغربان) اكثر عدلا ورحمه من كثير من مجتمعاتنا المعاصره .
ففي عالم الغربان المحاكمات عادلة والعقوبه مكافئه للجريمه ففي حالة اغتصاب لعش غراب اخر تكتفي المحكمه بهدم العش المغتصب وتلزم المعتدي ببناء عش جديد للضحية , أما في حالة اغتصاب انثي غراب اخر فان العقوبه هي الاعدام , وهذا يدخل في باب الحفاظ علي الشرف , واما في حالة اغتصاب طعام الصغار تقوم الجماعه بنتف ريش المعتدي حتي يصبح مثل الصغار بغير ريش هذا هو القصاص الحق .
فيا حكام مصر وقضاتها اقسم انكم عجزتم ان تكونوا مثل الغراب وعجزتم ان تقيموا مجتمعا كمجتمع الغربان , لك الله يا شعبنا الحر , لكي الله يا مصرنا العزيزة .
                                                                                    عبد الناصر عبد الرحمن
                                                                                 أمين إعلام حزب الاستقلال بأسيوط