عبد الناصر عبد الرحمن
خداع الاشتراكيين في زعمهم أن الاشتراكية لا
تتعارض مع الإسلام.
خداع الاشتراكيين في زعمهم أن الاشتراكية لا
تتعارض مع الإسلام يتظاهر كثير من المخادعين الاشتراكيين بأنهم إنما يؤيدون
الاشتراكية لأنها تحمل الرحمة للفقراء وكبت الأغنياء، ولأنها فوق كل اعتبار لا
تتعارض مع الإسلام ولا مع الأديان، ولذلك فهي تلتقي مع الإسلام في مبادئ كثيرة
"مثل اشتراك الناس في الماء العام وفي الهواء وفي الكلأ النابت في الأراضي
العامة ويسمى الكلأ المباح عند الفقهاء، ومثل النفقة الواجبة في نظام الأسرة
الإسلامي، ومثل الزكاة المفروضة في الشريعة الإسلامية لصالح الفقراء والمساكين
وبقية الأصناف الثمانية المذكورة في آية الزكاة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ
اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،
ومثل تدخل الدولة لحماية العمال والكادحين في حصولهم على الأجور العادلة دون ظلم
ولا شطط، ومثل تهيئة فرص العمل لكل قادر عليه ونحو ذلك".
ونقول بأنه وبغض النظر عن صحة هذه الدعاوى أو
كذبها فإن مجرد التوافق في التسمية لا يكون توافقًا في الحقيقة وإلا لكانت كل
الاختلافات لا قيمة لها لأنه ما من مختلفين في قضية من القضايا إلا وتجد بينهم
توافقًا ما. فإقرار الإسلام لتلك الأمور هو غير إقرار الاشتراكية لها وترتيبه لها
غير ترتيب الاشتراكية لها ومفهومه غير مفهوم الاشتراكية، واشتراك الناس في تلك
الأمور في الإسلام هو اشتراك مودة ورحمة وإخاء وتسامح بينما هو في الاشتراكية حق
واحد للسبع الكبير -الدولة- تأخذ منها شبعها ثم تسمح بالباقي للآخرين في مقابل
"من لم يحترف لم يعتلف"، وفوق كل ما تقدم نقول لمخادعي الاشتراكية من
أين جاء مصدر الإسلام، ومن أين جاء مصدر الاشتراكية، وهل يلتقي التشريع الإلهي
والتشريع البشري على حد سواء؟.
إن الإسلام لا يعترف بأي نظام جاهلي وضعي فكيف
يقال: إنه يعضده ويوافقه سواء أكان اشتراكيًّا أو رأسماليًّا أو شيوعيًّا، إنه من
الكذب والافتراء الفاحش القول بتوافق الإسلام مع هذه الأنظمة الجاهلية وغيرها.
وإذا سلمنا جدلًا بتوافق الإسلام مع تلك الأنظمة
فما هو السبب في قتل الاشتراكيين الشيوعيين للمسلمين في الاتحاد السوفيتي قتلًا لا
يتصور العقل أهواله، ودمارًا لا حد له، لقد حاربوا الإسلام حربًا شعواء وهدموا
المساجد وحاربوا وجود أي كتاب إسلامي على امتداد البلاد السوفيتية، وأصبحت تهمة
الشخص بأنه مسلم كافية لإباحة دمه وتدمير منزله حتى تناقص أعداد المسلمين وعدد
مدارسهم وعدد مساجدهم تناقصًا مذهلًا، فما هو جواب هؤلاء البهائم -بل هم أضل- ما
هو جواب الاشتراكيين عن هذا السلوك، ألم تنكشف خدعهم للعالم أجمع وتظهر الحقيقة
لكل ذي رأي وعين أن العداوة بين الحق والباطل دائمًا على أشدها؟ ومن الأدلة
الواضحة على بعد الاشتراكية عن الإسلام ما نراه من الفشل الذريع الذي منيت به في
ديار المسلمين رغم ما يبذله أقطابها من مغريات جمة لإنعاشها بين المسلمين، ذلك أن
الإسلام والمسلمين ينفرون منها ويرفضونها جملة وتفصيلًا، وثانيًا أنها لم تنجح إلا
في أوساط المتخلفين اقتصاديًّا وثقافيًّا ودينيًّا، أو متسلط متزلف إلى أقطاب
الاشتراكية، أو كافر حاقد، أو إباحي مجرم، أو جاهل بحقيقة الاشتراكية.
وما نسمعه من نجاحها في بعض البلدان العربية
فإنما هي دعايات وزوبعات مؤقتة وراءها الحديد والنار، ثم انجلت الغمة عن تلك
البلدان، فإذا بالاشتراكية وأقطابها في المزابل، ولنا في دخولها البلدان ونهايتها
فيها وفي دخول الإسلام البلدان المفتوحة وبقائه فيها خير شاهد على مدى الفرق
الهائل بينهما.
كيفية غزو الاشتراكية لبلدان المسلمين
سابعًا: كيف غزت الاشتراكية بلدان المسلم:
من المعروف أن الأفكار تنتقل وتتسرب من شخص لآخر
ومن أمة لأمة دون أن تحدها حدود. فهي تتغلغل وتنتقل في الوقت الذي يتهيأ لها، وكما
يقال: "لكل صائح صدى" مهما كان قبح صوت ذلك الصائح، فقد وجدت الاشتراكية
القبيحة طريقًا إلى أذان بعض من تقبلها تحت أسباب متعددة وذرائع مختلفة وإغراءات
براقة، والذين تقبلوها إما طلاب دنيا لهم أغراض في الوصول إلى الزعامة أو الثراء،
أو أصحاب حقد شديد على الأغنياء يريدون النيل منهم، أو جهال ينعقون بما لا يفقهون
ويصفقون لما لا يدركون حقيقته، أو إباحيون لا يريدون أن يحدهم دين أو شرع عن
الوصول إلى شهواتهم. وهؤلاء العملاء قد يكونون تحت مسمى الإسلام ومن العرب أو من
غيرهم ولكنهم أشد أعداء الإسلام والمسلمين باعوا دينهم وضمائرهم لأقطاب الاشتراكية
الماركسية وكونوا من أنفسهم طابورًا سريًّا وفي الصف الأول في الهجوم على الدين
ومن يمثله من أبناء جلدتهم وبالإضافة إلى أن هؤلاء جواسيس على أمتهم ودينهم، فهم
كذلك دعاة ترغيب وتحسين لوجه الاشتراكية الكالح يرددون الشعارات تلو الشعارات
والمدائح تلو المدائح إما تصريحًا وإما تلميحًا تحت دعاوى كثيرة باطلة. إما دعوى
إنصاف الفقراء والمظلومين، وإما دعوى التحرر، وإما دعوى التقدم ونبذ الرجعية
والجمود والتخلف ولحوق ركب الحضارة الغربية أو الشرقية وما غير ذلك من الشعارات
البراقة والخطب الرنانة الفارغة بكل ما لديهم من قوة صاحب السلطة بسلطته وصاحب
القلم والرأي بقلمه ورأيه وصاحب نشر الفحشاء والسوء بأسلوبه، فكم ألصقوا من التهم
الشنيعة بشرفاء هم أنظف من الزجاجة وشوهوا سمعتهم بما اختلقوه من التهم والألقاب
المنفرة ضدهم، وكم قرب الاشتراكيون من صعاليك سفهاء وكم أبعدوا من أولي الحجى حتى
صارت كلمة السفهاء وأصحاب الخنى هي المسموعة في وسائل إعلامهم المختلفة من مرئية
ومسموعة ومكتوبة، وأبعدت الكلمة الصالحة وجعلوا دون نشرها حجبًا كثيرة وأبوابًا مغلقة
لئلا تفتح القلوب وتزيل غشاوة أبصار من افتتنوا بها.
أما بالنسبة لغزو الاشتراكية البلاد العربية فقد
بدأ ظهورها في مصر وسوريا ولبنان في صورة ليست قوية إلى أن تبناها رئيس مصر جمال
عبد الناصر الذي طغى وبغى في وقته وتبنى الاشتراكية الماركسية ونشرها بأساليب شيطانية
وأحيط بها له من التغطية حيث كاد أن يدعي ما ليس له بحق لولا أن الله عاجله
بالعقوبة بهزيمته على يد اليهود أولًا وموتة الفجاءة ثانيا بعد أن علا اسمه وصار
يلقب بأبي الأحرار ورائد الأمة، وما إلى ذلك من الأسماء المكذوبة وكان بعضهم يصرح
بقوله لن نهزم وناصر بيننا فهزمهم الله في حرب سنة 1967م شر هزيمة عرفت في التاريخ
الحديث.
انتعشت الاشتراكية العلمية التي اختارها جمال
عبد الناصر طريقا وقام الكتاب المتزلفون وأطروها مدحًا، وجاءوا بخدع لا نظير لها
لتحبيبها إلى قلوب المسلمين، ومن الملفت للنظر أن دعاة الاشتراكية العربية تناقضوا
مع أنفسهم تناقضًا فاحشًا، فبينما هم ينادون بالاشتراكية العلمية إذا بهم يقولون
إنها ليست الاشتراكية الماركسية، وهل هناك اشتراكية غير اشتراكية ماركس التي سماها
-كذبًا وزورً- علمية.
وهؤلاء المغالطون يزعمون أن اشتراكيتهم علمية
لكنها ليست هي الماركسية، فأي اشتراكية علمية هذه التي ينادون بها؟ ولو على سبيل
الافتراض قبلنا زعمهم أن اشتراكيتهم علمية ولكنها ليست ماركسية، أليست هذه
الاشتراكية أيضًا التي ينادون بها هي نفسها مبادئ الاشتراكية الماركسية لا تختلف
عنها اللهم إلا في اختيار بعض الألفاظ ليغالطوا بها الناس السذج...
ع3:
بعض أساليب الدعوة إلى الاشتراكية
ج1:
.
ثامنًا: بعض أساليب الدعوة إلى الاشتراكية:
بيان بعض أساليبهم في الدعوة إلى الاشتراكية.
1- إذا وجدت مرحلة كان الاشتراكيون فيها أقل عدد
من أهل الدين، وكانت القوة للدين فلا حرج على الاشتراكي أن يتظاهر بكلمات التدين
مع بقائه على العداء الشديد للدين وأهله، وقد أوصاهم بذلك كبار رؤسائهم.
2- أن تتركز جهود دعاة الاشتراكية على محاربة كل
الروابط الدينية وخصوصًا الجوانب الروحية والتقليل من شأنها، وأن الحياة الصحيحة
هي المادة التي أمامك لا غير.
3- أن يعاد تفسير كل ما قاله الدين بتفسير
اشتراكي سواء ما يتعلق منها بالقصص أو المواعظ أو الأحداث، بل وتفسير كل شيء في
الاشتراكية الماركسية بأنه من الدين أو لا يتعارض مع الدين.
4- تجنيد بعض رجال الدين أو كلهم وجعلهم في
مقدمة دعاة الاشتراكية إذا أمكن ذلك؛ لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها،
وهؤلاء يجب أن يكونوا على اقتناع بالاشتراكية الشيوعية ولا حرج عليهم أن يجاهروا،
بعد ذلك بالتدين لأن النفاق فضيلة إذا أريد به تقوية الاشتراكية الماركسية؟!
5- استمرار النداءات بأن الاشتراكية هي التحرر،
وهي رفع معيشة الشعوب وهي نصرة الفقراء والمظلومين، وهي النور الذي لا يستغني عنه
أحد... إلى آخر هذه الدعايات الرنانة الجوفاء في حقيقتها.
6- شدة مراقبة أهل الدين وتسجيل كل ما يتفوهون
به في المدارس أوفي المساجد أوفي اجتماعاتهم وتخويفهم من عاقبة أي خطأ يرتكبونه ضد
الاشتراكية العلمية، وأن عليهم إذا أرادوا الحياة أن يسايروا الركب.
7- التهجم على الأثرياء وأنهم طبقة مستعبدة، وأن
الإسلام لا يجيز للشخص أن يمتلك الأموال الكثيرة وغيره جياع، والغرض من هذا تصحيح
ما تقوم به الاشتراكية من تأميم الأموال دون وجه شرعي، ومعلوم أن الإسلام لا يمنع
أن يكون بعض الناس أثرياء مهما بلغ ثراؤهم ما داموا يؤدون حق الله فيه، فالفقر
والغنى كله بتقدير الله تعالى.
8- يجب على الجميع أن يأتوا بالتبريكات
وبالتبريرات، لأي عمل تقوم به الدولة الاشتراكية وأن كل ما تفعله هو الحق والخير
وكل ما تعاديه هو الشر والضرر.
9- ترديد الشعارات التي تخدم الاشتراكية في كل
مناسبة، وبالتالي ترديد الذم لكل من يخالفها وإلقاء النعوت المنفرة لمخالفيها
كالرجعية والجمود والتخلف وإرادة إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء إلى غير ذلك من
الأكاذيب التي يجيدها خدم الاشتراكية.
ع2:
الواقع التاريخي يبطل مزاعم الاشتراكية
ج1:
وأما كذبتهم الكبيرة التي يزعمون فيها أن
اشتراكيتهم هي نفسها مبادئ الإسلام {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا}، فأين الإسلام؟ وأين مبادئ ماركس؟ وهل
يمكن أن يجتمع الليل والنهار في وقت واحد؟
وما تماسكوا به من أن مبادئ الاشتراكية
الماركسية تتوافق مع كثير من مبادئ الإسلام فهو من باب تمسك الغريق أو حجة من لا
حجة له، فما أكثر التشابه بين الآراء المتضادة ومع ذلك لا يصح القول إن هذا
التشابه يجعلها متفقة غير مختلفة كما تقدم. وأن أول ما يكذبهم فيما زعموه هو أن
الاشتراكية الماركسية تدعو إلى الثورات المتلاحقة والصراع الطبقي بكل شدة، بينما
الإسلام لا يدعو إلى شيء من ذلك بل يدعو إلى الهدوء والمحبة والعطف والبر والإحسان
والصدقات فأين وجه الشبه بينهما؟
كما يكذبهم كذلك اعتقادهم أن الملكية الخاصة يجب
أن لا يبقى لها أي مكان، وإنما هي الملكية العامة التي تكون بيد الدولة فقط،
فالإسلام يحترم الملكية الخاصة والملكية العامة وينظم الجميع تحت "لا ضرر ولا
ضرار" فأين وجه الشبه بينهما؟
كما أن الاشتراكية الماركسية تسلب حريات الناس
وتكمم أفواههم وتفرض تعاليمها فرضًا بالحديد والنار، بينما الإسلام يحث على الحرية
وعلى الجهر بالحق في حدود الشرع والمصلحة العامة فأين وجه الشبه بينهما؟
وإنك لتندهش حقًّا وتعجب أشد العجب من عملاء
الماركسية حينما يزعمون أن الاشتراكية متوافقة مع الإسلام ومع فطرة كل شخص، وأن
الشعوب رضيت بها واعتنقتها ورأت فيها ضالتها المنشودة. قبح الله هؤلاء الكذابين
الأفاكين أليست الشعوب التي يزعمون أنها تقبلتها تلعنهم ليلًا ونهارًا، وأي شخص ارتاح
إليها وهو يعلم أنها ستسلبه أرضه ومسكنه ويعيش على بطاقة تصرفها له الدولة يتغدى
بها ويتعشى بها، ثم يكون عودًا ضمن الحطب، ما أشد جرأة هؤلاء الكذابين الذين
يكذبون على الناس علانية دون حياء أو خجل، فلو لم يكن للشعوب إلا تمسكهم بالإسلام
لكان كافيًا في ردها ولعنها كيف وقد انضاف إليهم الفقر الذي يتهدد معتنقيها بين
عشية وضحاها؟
ولهذا تجد تلك الشعوب المسلمة تقول بكل حزم وعزم
حينما تسمع أحد عملاء الاشتراكية الماركسية يقول: إن الإسلام يؤيد الاشتراكية
والاشتراكية تؤيده يقولون له: كذبت وافتريت أيها المخادع.
ع5:
الأدلة على بطلان الاشتراكية، ونظرية التملك في
الإسلام
ج1:
وأما كذبتهم الكبيرة التي يزعمون فيها أن
اشتراكيتهم هي نفسها مبادئ الإسلام {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا}، فأين الإسلام؟ وأين مبادئ ماركس؟ وهل
يمكن أن يجتمع الليل والنهار في وقت واحد؟
وما تماسكوا به من أن مبادئ الاشتراكية
الماركسية تتوافق مع كثير من مبادئ الإسلام فهو من باب تمسك الغريق أو حجة من لا
حجة له، فما أكثر التشابه بين الآراء المتضادة ومع ذلك لا يصح القول إن هذا
التشابه يجعلها متفقة غير مختلفة كما تقدم. وأن أول ما يكذبهم فيما زعموه هو أن
الاشتراكية الماركسية تدعو إلى الثورات المتلاحقة والصراع الطبقي بكل شدة، بينما
الإسلام لا يدعو إلى شيء من ذلك بل يدعو إلى الهدوء والمحبة والعطف والبر والإحسان
والصدقات فأين وجه الشبه بينهما؟
كما يكذبهم كذلك اعتقادهم أن الملكية الخاصة يجب
أن لا يبقى لها أي مكان، وإنما هي الملكية العامة التي تكون بيد الدولة فقط،
فالإسلام يحترم الملكية الخاصة والملكية العامة وينظم الجميع تحت "لا ضرر ولا
ضرار" فأين وجه الشبه بينهما؟
كما أن الاشتراكية الماركسية تسلب حريات الناس
وتكمم أفواههم وتفرض تعاليمها فرضًا بالحديد والنار، بينما الإسلام يحث على الحرية
وعلى الجهر بالحق في حدود الشرع والمصلحة العامة فأين وجه الشبه بينهما؟
وإنك لتندهش حقًّا وتعجب أشد العجب من عملاء
الماركسية حينما يزعمون أن الاشتراكية متوافقة مع الإسلام ومع فطرة كل شخص، وأن
الشعوب رضيت بها واعتنقتها ورأت فيها ضالتها المنشودة. قبح الله هؤلاء الكذابين
الأفاكين أليست الشعوب التي يزعمون أنها تقبلتها تلعنهم ليلًا ونهارًا، وأي شخص
ارتاح إليها وهو يعلم أنها ستسلبه أرضه ومسكنه ويعيش على بطاقة تصرفها له الدولة
يتغدى بها ويتعشى بها، ثم يكون عودًا ضمن الحطب، ما أشد جرأة هؤلاء الكذابين الذين
يكذبون على الناس علانية دون حياء أو خجل، فلو لم يكن للشعوب إلا تمسكهم بالإسلام
لكان كافيًا في ردها ولعنها كيف وقد انضاف إليهم الفقر الذي يتهدد معتنقيها بين عشية
وضحاها؟
ولهذا تجد تلك الشعوب المسلمة تقول بكل حزم وعزم
حينما تسمع أحد عملاء الاشتراكية الماركسية يقول: إن الإسلام يؤيد الاشتراكية
والاشتراكية تؤيده يقولون له: كذبت وافتريت أيها المخادع