شريط أخبار موقع حزب العمل الإسلامى

Friday, October 25, 2013

كتب عبد الناصر عبد الرحمن
رسالة من الفلاح  الفرعوني الثائر إلي فرعون العصر الحديث

إن تاريخ أي امة من الأمم لابد من أن يموج بالكثير من الأحداث التي قد تغير من وجهة هذه الأمة أو تلك التي قد تحدث أثاراً ايجابية أو سلبية والتي قد تعني أن الفكر الإنساني دائم الحركة ويملك قدرة علي المواجهة بكل الأساليب الممكنة والتي قد تأتي الثورات كوسيلة من وسائل التعبير عن عدم الرضا بواقع بعينة ولابد من تغير هذا الواقع أو لفت النظر إلية علي اقل تقدير .

والثورة تعبير عن حيوية هذه الأمة وحرصها الدائم علي كتابة تاريخها بكل ما فيه من وقائع وأحداث ولان التاريخ المصري القديم كان ثرياً بأحداثه ومتغيراته وإنجازاته وإيجابياته وسلبياته فكان لابد أن يمتلك المصري بحكم تراكم التجارب  الخبرات المعرفية أن يمتلك أدوات التغيير التي من بينها الثورة ( التي هي انتفاضة أ و هزة مجتمعية بقصد أحداث تغيير مصحوب بأهداف داخلية لعل من بينها مواجهة قضايا تتطلب حدوث تغيير في الكثير من جوانب الحياة ) وهذا ما يحدث الآن من فقد الإنسان المصري حريته التي سلبها منه الحكم العسكري بعد الثالث من يوليو ولهذا أنا واثق ومتيقن من أن الشعب المصري سينتزع حريته وحقوقه من هؤلاء الجهلة الذين لا يعرفون الصبغة الاجتماعية لهذا الشعب ولا يقرءون التاريخ .

ونذكر بقصة ذاك الفلاح الفصيح منذ أكثر من 4000 عام وهو يجاهد ليظفر بالتغلب علي عقبة فساد الحكم التي ذكرت بإحدى البرديات المصرية القديمة التي تؤرخ بالعهد الاهناسى والمحفوظة في المتحف البريطاني بلندن وتصور القصة كيف يتسلط أصحاب الوظائف الكبرى ويستغلون نفوذهم في سلب ونهب الفقراء .

إن قصة الفلاح الفصيح ، باعتبارها حكايةٌ شعبية حفظت عن طريق التدوين ، تحكي لنا أن فلاحاً مصرياً عاش في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد من سكان وادي النطرون وجد أن مخزن غلاله قد أوشك على النفاذ ، فحمل قطيعاً من الحمير بحاصلات أرضه واتجه نحو المدينة ليستبدل حاصلاته بالغلال ، وكان الطريق يحتم علية المرور بمنزل "تحوت نخت" ؛ أحد موظفي الدولة ؛ وعندما شاهد "تحوت" حمير الفلاح وما تحمله من خيرات الأرض طمع فيما تحمله الحمير ، فأغلق الطريق أمام الفلاح ، فأضطر للسير داخل حقل الملك ، فأكل حمار شيئاً من الحقل ، فأنقض "تحوت" على الفلاح وقبض عليه ، وصادر الحمير ، وتعرض الفلاح للإهانة والتعذيب والسجن بتهمة الإخلال بأمن الدولة وظن "تحوت" أن الإفراج عن الفلاح سيجعله يفرح بالنجاة ، ولكن الفلاح رفض النجاة الكاذبة بدون محصول أرضه وحميره ، فذهب إلى "رنزى" مدير البيت الكبير ؛ وهو رئيس "تحوت" في العاصمة ؛ فأمر "رنزى" بأجراء تحقيق عاجل ، قام به مجلس الأشراف ، غير أن أعضاء المجلس لم يعلنوا حكماً في شكوى الفلاح ، ويبدو أنهم ؛ كموظفين ؛ انحازوا إلى زميلهم "تحوت نخت" ضد الفلاح ، ولكن الفلاح لم ييأس وذهب إلى مدير البيت الكبير ، وقال له بجسارة شكواه في أسلوب فصيح أعجب "رنزى" ، فرأى أن الأمر جدير بالعرض علي الملك نظراً لفلاحة الفلاح في شكواه ، فأمر الملك مدير البيت الكبير "رنزى" أن لا يبت في  شكوى الفلاح حتى يكرر الشكوى فيكون ذلك مصدراً لخطب فصيحة أخرى ، وأمر "رنزى" بأن يكلف من يسجل شكاوى هذا الفلاح الفصيح ، فكانت تسع شكاوى بليغة ، وتنتهي القصة بأن "رنزى" يدعو الفلاح إليه ويعطيه بيت "تحوت نخت" وكل أملاكه.

أيها الجهلاء  الحمقى يا من تديرون شئون البلاد الآن ( العدل أساس الملك ) لذالك  أوكلوه لأهله فلن يستطيع أن يحكم أحداً الشعب عنوة وظلماً أو رغماً عنه .

                                                                                    عبد الناصر عبد الرحمن
                                                                     أمين إعلام حزب العمل الجديد بأسيوط

No comments:

Post a Comment