شريط أخبار موقع حزب العمل الإسلامى

Sunday, April 17, 2011

والآن جاء وقت الانتصار لحزب العمل

التاريخ: 15/04/2011
الكاتب

مجدى حسين

magdyahmedhussein@gmail.com


سقط الطاغية مرة أخرى عندما صدر قرار تاريخى بحبسه هو وأسرته التى أذلت الشعب، وبتحويلهم إلى المحاكمة، فى مشهد لم يعرفه التاريخ المصرى والعربى المعاصر على الأقل، بل لا يحضرنى الآن أى مثيل له فى التاريخ المصرى كله، فالحكام كانوا يقتلون أو يعزلون ولكننى لا أذكر الآن أى حاكم مصرى قد تمت محاكمته بعد عزله!! انه حقا مشهد رهيب، انها لمحة من لمحات يوم القيامة، انها عبرة لمن لا يعتبر لحكام اليوم والغد فى مصر والوطن العربى بأسره. السجود لله شكرا، والاخبات لله، والدموع هى التى نملكها دون أن نتمكن من الوفاء بحق الله، وكيف لمخلوق أن يوفى الله حقه، اننا لن نستطيع أن نشكر الله كما يستحق بعظيم قدره وجلاله وبما يليق بمقامه وبقدرته التى لا تحدها حدود، حتى وان تمتمنا بالشكر الى نهاية عمرنا، أنت كما أثنيت على نفسك، نحمدك بقدر زنة عرشك ومداد كلماتك، ونعاهدك ألا نعبد إلا إياك مخلصين لك الدين، ولقد رأينا من آياتك الكبرى مايزيدنا تواضعا (سنريهم آياتنا قى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).

فى 25 أغسطس 2008 كتبت فى موقع العمل مقالا بعنوان "من يلقى القبض على حسنى مبارك وله جائزة كبرى" وقبلها فى 6 يوليو 2008 كتبت مقالا بعنوان: "الخيانة العظمى هى مشكلتنا مع مبارك وليس اعتلال صحته" وقبلها فى 1 يونيو 2008 كتبت مقالا بعنوان "الحل الوحيد.. عزل مبارك واستلام مجلس وطنى انتقالى للحكم" وقبلها كتبت مقالا بعنوان "يا مبارك سلم نفسك المكان محاصر" وقبلها فى 10 يوليو 2007 كتبت مقالا بعنوان "شريعة سوزان لا شريعة الله" وقبلها فى 18 أبريل 2007 كتبت مقالا بعنوان: "نظام مبارك يحتضر فلماذا لا نتكاتف لنواريه التراب؟" وقبلها فى 3 ديسمبر 2006 كتبت مقالا بعنوان: "ونحن أيضا سنجاهد لإقصائك مادام القلب ينبض" واختصارا فقد كانت أول سلسلة من المقالات للمطالبة بإقالة مبارك فى عام 2002.
وقد يتصور البعض اننى أكثر إنسان فرحا بالضرورة من محاكمة حسنى مبارك وأسرته، وهذا ليس شعورى الحقيقى الآن، رغم أن كل الأحداث التى شهدتها مصر منذ 25 يناير 2011 جاءت مصداقا لما دعوت له، ورغم أنها أحداث كبرى لا تتعلق بشخصى الضعيف، إلا أنها أثبتت أننى لست مجنونا أو يائسا كما صورنى بعض أقرب الناس إلىّ، ويعلم الله أننى لم أبتئس من هذه الاتهامات لأننى أقدر ضعف بعض الناس، وكنت أعلم أن ما أقوم به كان نوعا من العمليات الاستشهادية، ومن الظلم أن تطلب من كل الناس أن يقوموا بها، وقد قمت بها لأن الله أعاننى على ذلك، وساعدنى على عدم الاكتراث بالدنيا، وهو ما جاء فى محكم كتابه مرارا (وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله).
ومع ذلك فلست كما قلت أكثر الناس سعادة بالضرورة لأننى لا أعرف الشماتة، وأشعر بالضعف أمام المهزومين، وأشعر بالشفقة عليهم، وان كنت أصر على استكمال محاكمتهم بصورة دقيقة، تطبيقا لحدود الله، ولأخذ حق الله وحق المجتمع منهم، ولتكن عبرة لكل الحكام القادمين.
دائما أفكر فى المستقبل لا الماضى، ولذلك أرى أن أكون مهموما الآن بمستقبل مصر المشرق إن شاء الله، ولا يمكننى أن أفعل ذلك قبل أن أوفى دينا علىّ لحزب العمل، ولكل قياداته وأعضائه وأنصاره الصابرين المحتسبين. فقد قلت لهم أنا أعرف ماذا أفعل؟ وأعلم أن كتاباتى ضد مبارك ستصيبكم معى بعذاب أليم، وأن أجهزة مبارك ستواصل تدمير الحزب بكل السبل غير المشروعة ولكن قدرنا (كمصر الفتاة) أن نكون كتيبة صاعقة تقتحم الخطوط الخلفية للعدو وتمنى بخسائر فادحة فى الأرواح والمعدات، ولكنه فرض كفاية، لا يتقدم أحد إليه سوانا، ثم انضمت لنا كتيبة كفاية، ولكننا ظللنا مع كفاية قلة موصومة بالجنون والتطرف وعدم معرفة السياسة!! وقال لى المجاهدون من حزب العمل وهم الأكثرية من العضوية المتبقية فى هذه المعركة المميتة نحن معك، حتى أننى عندما كنت فى السجن الأخير كانت وقفاتهم للإفراج عنى تتم تحت شعار (يسقط حسنى مبارك)!! وقال لهم الناس كيف سيفرج عن أمينكم العام بهذه الهتافات، ولكنهم لم يرتدعوا!
أما الدين الذى علىّ لهم، أننى رفضت منذ اندلاع أحداث الثورة وخروجى من السجن أى انشغال بمسألة تجميد الحزب غير الشرعى، ورفضت كل اقتراحات اقتحام مقر الحزب بالسيدة، وحتى إصدار جريدة الشعب ظللت أرفضه حتى سقوط مبارك. ورأيت ضرورة التركيز على فك تجميد مصر وتحريرها من الأسر أولا. ووافقت الأغلبية فلم أكن ولن أكون مستبدا بالرأى كما يتهمنى البعض. بل لقد أصدرت الشعب بعد إصرار الأغلبية على ذلك، رغم أن صدورها بهذا الشكل يعد طعنا فى قدراتى المهنية، فهى مجرد 8 صفحات بدون طاقم محررين متكامل وبدون ميزانية تقريبا وبدون إعلانات نهائيا!! وفى ظل إصرار من المجلس العسكرى على عدم الموافقة على توزيعها عبر الأهرام!
اليوم بعد سقوط مبارك نهائيا وراء القضبان، من حق حزب العمل على أن أكتب عن مظلوميته، خاصة واننى قد تعهدت بالاستقالة منه حال كلفنى الشعب بمهمة الرئاسة.
اننى إذ أحيى المجلس العسكرى على مواقفه المشرفة التى توقعتها وبشرت بها ونالنى من ذلك بعض السهام من بعض الثوار، أحيى المجلس على موقفه الحازم التاريخى من الأسرة الحاكمة وباقى كبار المفسدين، أقول له: لماذا تواصل اضطهاد حزب العمل؟! لماذا قابلت كل الناس؟ بل لماذا قابلت أى شاب كان يمر فى ميدان التحرير ورفضت بإباء وشمم أن تدعو حزب العمل لأى لقاء من اللقاءات الكثر مع المعارضين لحكم مبارك؟ لماذا ترفض طبع وتوزيع الشعب عبر الأهرام والطلب عندك منذ 7 أسابيع؟ ولماذا رفضتم تحديد موعد للقائى وكنت قد طلبت ذلك عبر لواء جيش محترم وعامل بالخدمة؟! هل تقبلون على أنفسكم بعد كل ما أنجزتموه أن تعاملوا حزب العمل بنفس المنطق المرفوض لحكم مبارك بادعاء أن حزب العمل متنازع عليه؟! أليس هذا هو منطق أمن الدولة المنحل ومنطق صفوت الشريف الأمين السابق للجنة الأحزاب المقبورة؟!
كاتب هذه السطور كان رئيس تحرير جريدة الشعب عندما أغلقت فى مايو 2000، وهذا مسجل فى أضابير الحكومة والمجلس الأعلى للصحافة ويعرفه الكافة. ولدى 14 حكما قضائيا بإصدار الشعب فورا!! إذن بصحيح القانون وأحكام المحاكم التى هى عنوان الحقيقة كما يقولون كان يتعين على المجلس العسكرى أن يأمر الأهرام أو غيره من المؤسسات الصحفية بطبع وتوزيع الشعب. أما فيما يتعلق بشرعية الحزب فالجميع يقر داخل الحزب وخارجه أن كاتب هذه السطور قد انتخب فى منزل المجاهد الراحل إبراهيم شكرى عقب وفاة الأستاذ عادل حسين فى عام 2001 انتخب بالإجماع أمينا عاما للحزب من اللجنة التنفيذية (عدا امتناع شخص واحد عن التصويت)، كما عقد بعد ذلك بسنوات مؤتمر عام للحزب فى فندق أمان، لم تجر فيه انتخابات ولكن أدرته كأمين عام ومعى الأستاذ الفاضل محفوظ عزام كنائب لرئيس الحزب، بينما لم يحضر الأستاذ إبراهيم شكرى لأسباب صحية. وحتى هذه اللحظة لم يصدر عن أى شخص أو جهة داخل أو خارج حزب العمل من ينازع فى حقيقة أننى الأمين العام للحزب.
إن كل أعضاء الحزب يقرون بذلك، ومصر كلها تعرف ذلك، وكل القوى العربية والإسلامية تعرف ذلك وتتعامل مع حزب العمل على هذا الأساس. بل دعونى أقول أن الشجر والحجر يعرف ذلك، حوائط الزنازين تقول ذلك والدم السائل من جسدى والضربات الأمنية الموجعة لا تزال تنطق على جسدى الضعيف أننى المكلف بقيادة هذه الكتيبة الرائعة المشرفة التى لا تحتاج اعترافا من أحد كى تجاهد فى سبيل الله والوطن. ماذا تطلبون مننا كى تعتبروننا حزبا غير متنازع عليه؟ هل تطلبون مليون توقيع من الشعب المصرى؟ أوافق ولكن قولوا ذلك علنا لأن بإمكان الحزب أن يجمع الآن مليون توقيع من الشعب بأن حزب العمل حزب شرعى وطبيعى يرأسه حاليا وحتى حين الفقير لله. أكثر من مليون مصرى يعرفون أن حزب العمل من بين 24 حزبا هو الأجدر بالشرعية القانونية. وأتعهد أمام الجميع إذا لم يكتمل المليون توقيع أن نسلم اسم الحزب للمجلس العسكرى ليعطيه من يشاء. وأن نجمع 5 آلاف توقيع لتأسيس حزب جديد باسم جديد. ولكننى أشفق على المجلس العسكرى المحترم من هذا الموقف الذى ينتقص من شموخه الذى حققه بقراراته الأخيرة بمحاكمة مبارك. ما يؤلمنى هو الملاوعة.. أى عدم الرد على كتابنا بطبع وتوزيع جريدة الشعب عبر مؤسسة صحفية حكومية، والملاوعة فى مسألة شرعية قيادتى للحزب. والملاوعة ليست من صفات المقاتلين الأشداء، ولا يسعدنى أن تلصق بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة. أعلنوها صراحة أنكم تعترفون بحزب العمل بقيادة العبد لله حزبا شرعيا اعتياديا أو سلموا اسم الحزب لمن تشاءوا ولكن لا تكونوا بلا موقف وتتركوا الحزب معلقا هكذا فهذا هو موقف النظام البائد مننا.
سننتظر أسبوعا إضافيا ثم أعرض على الحزب وعلى الشعب المصرى أحد خيارين: جمع مليون توقيع موثق بالشهر العقارى أن حزب العمل حزب شرعى يقوده حاليا وحتى انعقاد المؤتمر العام للحزب كاتب هذه السطور. أو تسليم اسم الحزب للمجلس العسكرى وإنشاء حزب جديد باسم جديد وجمع 5 آلاف توقيع من أجل ذلك.
إن الله سبحانه وتعالى الذى نصرنا فى ساعة العسر ونحن أذلة، لقادر على أن ينصرنا فى ساعة العسر ونحن أعزة.
(وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا)
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الخزى والعار للطاغية وأعوانه
النصر لشعب مصر وثورته المجيدة

القاهرة فى 15 أبريل 2011

مجدى أحمد حسين
*****
المقالات الكاملة لمجدى حسين:


No comments:

Post a Comment